من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[عدم صحة ما روي عن علي # من تفسيره لنزع الغل]

صفحة 444 - الجزء 3

[عدم صحة ما روي عن علي # من تفسيره لنزع الغل]

  روي عن علي # أنه قال: (إني لأرجو أن أكون أنا وعثمان وطلحة والزبير من الذي قال فيهم الله تعالى: {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِمْ مِنْ غِلٍّ}⁣[الأعراف: ٤٣]). اهـ من كتاب تنبيه الغافلين وحواشيه.

  قلت: لا ينبغي أن تكون هذه الرواية صحيحة عن أمير المؤمنين #، وأرى أنها من وضع الذين يقولون: إنه يحرم ذكر الصحابة إلا بخير؛ إذ لو كان أمير المؤمنين # يرى أن طلحة والزبير من أهل تلك الآية لما قاتلهم واستباح دماءهم؛ لأن دماء المؤمنين محرمة في الإسلام.

من كلام أمير المؤمنين في شأن عثمان

  (ألا إن كل قطيعة أقطعها عثمان، وكل مال أعطاه من مال الله - فهو مردود في بيت المال، فإن الحق قديم لا يبطله شيء، والله لو تُزُوِّج به النساء، وملك به الإماء لرددته، فإن في العدل سعة، ومن ضاق عليه الحق فالجور عليه أضيق).

[وجه الرجاء لعفو الله من الصحابة المصرين على المعاصي الكبيرة]

  سؤال: ما هو الوجه فيما يروى عن الكثير من الصحابة من الرجاء في عفو الله والطمع في مغفرته مع إصرارهم على المعاصي، وذلك مثل من كان يعادي علياً #، ويتمرد عن طاعته؟

  الجواب وبالله التوفيق: أنه لا وجه لطمعهم في المغفرة ورجائهم للعفو مع إصرارهم على الذنب، وتمردهم عن التوبة والرجوع إلى الله، وما طمعهم إلا أماني وغرور.

  هذا إذا كانوا طامعين وراجين في نفوسهم ومعتقدين لذلك على الحقيقة، وقد يكون ما ظهر من طمعهم ورجائهم إيهاماً منهم للناس أنهم على الحق، وإلا فإنهم لا يطمعون في الواقع والحقيقة؛ لعلمهم بما هم عليه من مخالفة الحق.