كتاب الوعد والوعيد
  ولا تستوي زيارة علي # والسلام عليه من عند قبر الهادي # وزيارته والسلام عليه من عند رأس ضريحه، وإن كان يصله الدعاء والسلام من هنا وهناك - وذلك لما ذكرنا سابقاً من حصول ما يحصل من أسباب الثواب والفضل لمن يزور ضريح المؤمن من قرب؛ فارجع إلى ذلك.
الجواب السابع:
  للتفكير في مكان القبر فائدة وإلا لما فكر الحسن # في المكان الذي يقبر فيه، ولما أوصى بأن يقبر في جوار جده، فإن لم يتهيأ ذلك فليقبر في جوار أمه.
  وفي الرواية أن النبي ÷ لما قبر عثمان بن مظعون أعلم قبره بحجر كبيرة وضعها عند رأسه ثم قال: «لأقبر إلى جنبه من يموت من أهلي» هذا معنى الرواية وهي مشهورة متداولة.
  قد يقال:
  - إنه يُرى أو يُسمع العذاب في قبور بعض المجرمين، واشتهر ذلك على طول التأريخ.
  - كما أنه يحصل حول قبور بعض أولياء الله وفوقها آياتٌ تدل على تكريم صاحب القبر وتعظيمه، وذلك يدل على أن لروح صاحب القبر وجوداً بالقرب من القبر أو بداخله.
  فيقال في الجواب:
  قد دلت الأدلة على أن الروح لا تعود إلى جسد الميت بعد خروجها منه إلا يوم البعث والحساب مثل قوله تعالى: {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ٣٠ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ٣١}[الزمر]، وقوله تعالى: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ ١٥ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ ١٦}[المؤمنون].
  وبناءً على ذلك فما يُرى ويُسمع في القبور أو عليها أو حواليها من أمارات كرامة الميت، أو أمارات عذابه - إنما هي ألطاف للأحياء، وتنويهٌ بمكانة صاحب