[صاحب طاحون ينقص الأكياس ويبيعه لنفسه]
  نعم، يجوز الأكل من الثمار بغير إذن أهلها إذا كانت عادتهم جارية بذلك، كما هو الحال في أكل ثمار العلب من دون إذن أهلها، أو فيما إذا كان الشيء يسيراً كما هو الحال في كثير من بوادي صعدة.
[صاحب طاحون ينقص الأكياس ويبيعه لنفسه]
  سؤال: رجل يشتغل على طاحون يطحن أكياس الحب ويبيعها، وكان يأخذ لنفسه من كل كيس صاعين، ويبيع الكيس بسعره المعتاد في البلاد، وكان النقص في الكيس لا يتبين للمشتري ولا لغيره، استمر على هذا مدة طويلة فاجتمع له من ذلك نصف مليون ريال أو أكثر وبنى له بيتاً وتزوج، وبعد فترة جاء المرشدون إلى بلاده، وجلس إليهم، واستمع إلى مواعظهم ودروسهم، وانتبه من غفلته، وأراد أن يخلص ذمته، وهو اليوم طالب علم فقير، فكيف يصنع؟
  الجواب والله ولي التوفيق والإعانة: أن الذي يلزمه لبراءة ذمته أن يصرف ما أخذه في المصالح العامة كالعلماء والمتعلمين، والمذهب أن الفقير من مصارف المظالم.
  وإذا كان الرجل الذي يريد تبرئة ذمته طالب علم فقيراً فهو من مصارف المظالم فليصرفها في نفسه عند التمكن من ذلك، أو يصرفها في عالم أو طالب علم، ثم يردها عليه، ولا بأس بذلك مع فقر التائب.
[حكم أخذ ما يتسامح بمثله من مال الغير]
  في التاج: فإن كان قدراً يتسامح به فإنه لا يجب رد بدله، فإن أتلف مثله بعد ذلك حتى صار الأول والآخر إذا اجتمعا لم يتسامح به - فالمختار أنه لا يجب الضمان، سواء كان في مجلس واحد أم مجلسين، متصلين أم منفصلين، ولو نوى أخذ الجميع؛ لأنه لما أتلف الأول لم يثبت في ذمته شيء، فكذلك الثاني والثالث. اهـ من كتاب الغصب.
  قلت: مثال ذلك أن يقف الإنسان تحت شجرة العنب عند عنقود عنب فيقطف حبة فيأكلها، ثم يقطف حبة فيأكلها، ثم هكذا إلى أن يأتي على ما في العنقود، ثم يتناول حبة من عنقود آخر فيفعل مثل ما فعل أولاً ... حتى يشبع من غير أن يقطف العنقود، ثم يأكله.