من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب صلاة السفر

صفحة 150 - الجزء 1

باب صلاة السفر

[أفضلية الجمع بين الصلاتين للمسافر]

  سؤال: هل الأفضل للمسافر الجمع بين الصلاتين أم التوقيت؟

  الجواب والله الموفق: أن المروي عن النبي ÷ هو الجمع في السفر، وخير الهدي هدي محمد ÷، وقد قال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ}⁣[الأحزاب ٢١].

  وفي الأثر: «إن الله تعالى يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه»، وفي الحديث: «صلّوا كما رأيتموني أصلّي».

  هذا، هو ما يمكن الاستدلال به على أن الجمع في السفر أفضل من التوقيت.

  وقد يقول القائل: إن الجمع في السفر رخصة، والتوقيت عزيمة، والعزيمة أفضل من الرخصة.

  قلنا: لا يبعد أن تكون الرخصة هنا أفضل لمرجحات، هي: فعل النبي ÷ المستمر، وتحصيل التأسي به في صلاة السفر، ثم قوله ÷: «صلوا كما رأيتموني أصلي».

  وهناك مرجح لما ذكرنا، وهو أنه روي عن النبي ÷ أنه قال: «الصلاة خير موضوع»، و «خير أعمالكم الصلاة»، ورأيناه ÷ جمع الصلاة في يوم عرفة وليلة المزدلفة، وذلك من أعظم الليالي والأيام، وأشرف البقاع فاختيار النبي ÷ للجمع في تلك المواطن يدل على أنه أفضل في السفر.

دار الإقامة

  يراد بدار الإقامة: الدار التي ينتقل إليها الشخص ليسكن فيها مدة محددة لا تقل عن عشرة أيام، سواء طالت المدة أم قصرت.

  الراجح أن حكم الإقامة لا ينقطع بالسفر بريدًا فأكثر ما دام المسافر عنها يريد أن يرجع بعد سفره إليها ليكمل إقامته فيها، وعلى هذا فدار الإقامة مثل دار الوطن في هذا الحكم.