من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

القرآن الكريم

صفحة 6 - الجزء 3

  ١ - معرفة معاني المفردات، ونعني بذلك معرفة معاني الأسماء والأفعال والحروف، وهذا أمر ضروري لا بد منه، ولمعرفة ما ذكرنا نضرب لك بعض الأمثلة:

  «ما» لها معانٍ متعددة:

  - تَرِد للاستفهام: {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ ٤٢}⁣[المدثر].

  - للنفي: {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ}⁣[المؤمنون: ٩١].

  - للشرط: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا}⁣[فاطر: ٢].

  - للتوكيد: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ}⁣[آل عمران: ١٥٩].

  - اسم موصول للعقلاء وغيرهم: {وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ}⁣[النساء: ١٢٦].

  وإلى آخر ما لها من المعاني البالغة خمسة عشر معنى.

  ٢ - معرفة علم الإعراب (النحو والصرف) وذلك أن الرفع مثلاً يدل على معنى في الكلمة، فإذا نصبت تغير المعنى، و ... إلخ.

  ٣ - معرفة علم البلاغة والبيان، وذلك أن للعرب أسراراً في تراكيب الكلام، ومعرفة هذه الأسرار متوقف على استحكام المعرفة بعلوم البلاغة، مع الذكاء وحِدَّة الفهم، والإقبال الكامل المركز على النظر، ولذلك قال سبحانه وتعالى في معرفة تفسير متشابه القرآن الكريم: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}⁣[آل عمران: ٧].

  ٤ - استحكام المعرفة بالقواعد الكلية الإسلامية الهادية إلى كيفية العمل عند تخالف العام والخاص، وتعارض المطلق والمقيد، وتعارض النص والظاهر، وتعارض الظاهر والمفهوم، وتعارض المفهومات، وتعارض العمومين، وتعارض الظاهرين، و ... إلخ، وهذا مع جودة الفهم وحدة الذكاء وتركيز الفكر المقترن بتوفيق الله سبحانه.