من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

العلم

صفحة 25 - الجزء 3

في ذكر العلم وفضله

العلم

  العلم والحكمة وزكاء الفطرة والإصابة في الحدس والتفرس، وكذلك الإصابة في الرأي والتدبير وما إلى ذلك صفات يحب كل إنسان أن يتصف بها، ويذكر بها، ويكره أن يكون على خلافها، ولو كان ذلك يباع بالأثمان لبذل في شرائه كل غال ونفيس.

  نعم، قد أرشد الله تعالى إلى السبيل الذي يؤدي إلى تلك المطالب الشريفة فقال سبحانه وتعالى وهو يذكر يوسف #: {وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ آتَيْنَاهُ حُكْمًا وَعِلْمًا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ٢٢}⁣[يوسف]؛ فأخبر سبحانه أنه أعطى يوسف حكماً وعلماً، ثم أخبر تعالى أنه سيعطي المحسنين مثل ما أعطى يوسف من العلم والحكمة جزاءً وثواباً على إحسانهم.

  إذاً فالطريق إلى الحصول على ذلك هو الإحسان، والإحسان هو تقوى الله تعالى وطاعته فيما أمر ونهى.

  وقال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ}⁣[الحديد: ٢٨]، وهذا النور الذي ذكره الله تعالى في هذه الآية هو العلم والحكمة.

  وقال تعالى: {إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا ...}⁣[الأنفال: ٢٩]، والفرقان هو العلم والحكمة.

[العلم الذي يستحق صاحبه الرفعة]

  قال الله سبحانه وتعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}⁣[المجادلة: ١١]، والمراد بالعلم هو علم الشرائع والأحكام التي جاء بها نبي الإسلام ÷.