من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب التوحيد

صفحة 54 - الجزء 3

  الجامعة بين الأمرين التركيب فإن الأجسام كلها مركبة، وقد أشار إلى هذا الدليل أمير المؤمنين # في قوله: (هل يكون بناءٌ من غير بانٍ، أو جناية من غير جانٍ).

  ٤ - دليل الإمكان ومعنى ذلك أن اختصاص كل جسم بأعراض تخصه وصفات وشكل وصورة، مع إمكان أن يكون على صفات وخواص أخر - لا بد أن يكون لأمر آخر زائد على الجسمية، وإلا اشتركت الأجسام في الصفات والأعراض، ولما كان هناك اختلاف البتة.

  ٥ - دليل الدعاوي وهو:

  ١ - أن في الجسم عرضاً غيره.

  ٢ - أن تلك الأعراض محدثة.

  ٣ - أن الجسم لم يَخْلُ من تلك الأعراض، ولم يتقدمها.

  ٤ - أن ملازمته إياها يستلزم الحدوث.

  هذا، والعرض الذي لا ينفك الجسم عنه هو خمسة أنواع: أربعة تختص الجسم وواحد يختص الجوهر عند من يثبته، والأربعة هي: الحركة والسكون والاجتماع والافتراق، والخامس: هو الكون المطلق وهو مختص بالجوهر، وقالوا في تفسيره كما في نهج السعادة: هو المعنى الموجب كون الجوهر الفرد في جهة عند ابتداء حدوثه.

  وتسمى هذه الخمسة الأنواع بالأكوان، وشرح هذا الدليل وتفصيله مذكور في كتب الكلام فليطلب هناك.

  نعم، والطريق إلى معرفة الله تعالى هي أقرب مسلكاً مما يذكره المتكلمون، فالقرآن مشحون بالحجج والبراهين، وفيها مقنع للعقل، وشفاء لما في الصدور، وهدى ورحمة، ومن هنا قال تعالى: {وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ}⁣[التوبة: ٦].