كتاب العدل
[الفرق بين وفاة النوم ووفاة الموت]
  سؤال: قال تعالى: {وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ}[الأنعام: ٦٠]، هل الوفاة هنا وفاة كاملة مثل وفاة الميت بمعنى خروج الروح؟ وكيف تفسرون لنا حركات العبد النائم إذا لم يكن فيه روح؟ والأحلام كالشهوة إلى من تنسب إلى الله أم إلى العبد أم إلى الشيطان؟ وهل للشيطان علاقة بالميت؟
  الجواب: ليست الوفاة المذكورة في الآية كوفاة الميت تماماً بل هي شبيهة بها من حيث أن النائم يغيب عنه ادراك السمع والبصر والعقل والشم والطعم واللمس، وتغيب عنه القوة والقدرة ويغيب هو عن الدنيا بما فيها من الهم والغم والفرح والسرور، وهو كالميت في كل ذلك إلا أن أعضاءه ما تزال حية صالحة لعودة الوعي والإحساس والروح، وحركات النائم هي حركات غير اختيارية ناتجة عن طبيعة الجسم الحي.
  أما الأحلام فإنها إذا كانت صالحة من الله، وإن كانت أحلام قبيحة فهي من الشيطان، جاءت بذلك الرواية عن النبي ÷، والنائم ليس بميت تماماً بل هو شبيه بالميت في كثير من أحواله.
[في الرزق]
  سؤال: من المعلوم أن الرزق من الله قد ضمنه وتكفل به، ولكننا ننظر إلى العامل فهو لا يحصل على أجرته إلا بكد يده وتعبه وأن الذي يعطيه أجرته يعطيه باختياره، والعامل كذلك أعطاها باختياره؛ فكيف تفسير رزق الله الذي هو منه بقضاء وقدر؟
  الجواب والله الموفق: أن الله سبحانه وتعالى وهو العليم الحكيم قد ضمن أرزاق الحيوانات فقدر لها ما يكفيها ومن هنا قال تعالى: {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ٤٩}[القمر]، وقال: {وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا}[فصلت: ١٠]، وقال: {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا}[هود: ٦].