كتاب الإمامة
[حديث: الأئمة من قريش]
  في الجامع الكافي: وقال محمد بلغنا عن النبي ÷ أنه قال: «الأئمة من قريش ما إذا حكموا عدلوا، وإذا قسموا أقسطوا، وإذا استرحموا رحموا، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين».
  وفيه: روي عن النبي ÷ أنه قال: «قريش أئمة هذه الأمة، أبرارها أئمة أبرارها وفجارها أئمة فجارها».
  وأخرج البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله ÷ قال: «الناس تبع لقريش في هذا الشأن مسلمهم تبع لمسلمهم، وكافرهم تبع لكافرهم، والناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا، تجدون من خير الناس أشد كراهية لهذا الشأن حتى يقع فيه». اهـ من أنوار التمام.
  قلت: نالت قبيلة قريش شرفاً كبيراً ورفعة عظيمة في الدنيا لسببين اثنين:
  ١ - بسكناهم البلد الحرام، فقد كانت العرب تعرف لهم ذلك في الجاهلية فلا يتعرض لهم أحد إلا بخير، وقد امتن الله عليهم بذلك وذكَّرهم هذه النعمة العظيمة في آي كثيرة، منها قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ..}[العنكبوت ٦٧].
  ٢ - أن رسول الله ÷ من قريش.
  لذينك فإن قبائل العرب تنظر إلى قريش بعين التعظيم والتوقير، وتعترف لها بالشرف والفضل، وهذا بالإضافة إلى ما تتمتع به قريش من كمال الخَلْق والسبق في مكارم الأخلاق؛ لذلك كله صار الناس تبعاً لهم برهم تبعاً لبرهم، وفاجرهم تبعاً لفاجرهم، وما زال الأمر كذلك بعد الرسول ÷ إلى القرن السابع حيث ضعف العرب وضعفت قريش، وهنالك تغلب العجم واستولوا على الأمر.