من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب المنزلة بين المنزلتين

صفحة 119 - الجزء 3

  نعم، الكفر بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس، وسائر الكبائر التي قد حكم الله تعالى على فاعلها بالخلود في النار إن لم يتب منها - يكون جزاء مرتكب أي من ذلك مثله، والمثل كما أخبر الله هو الخلود في عذاب النار.

  هذا، وإن كنا نحن البشر لا ندرك ولا نفهم المماثلة بين الزنا مثلاً وجزائه - وهو الخلود في النار - فإنا نعرف وندرك أن الله عدل حكيم لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها.

  وسبب هذا الإشكال أن الإنسان يقوِّم ويزن المعصية بميزان عقله الضعيف، ومن هنا قال الله تعالى في قصة الإفك في سورة النور: {وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ ١٥}⁣[النور]، وقال تعالى وهو يصور لنا معصية القتل وعظمها: {مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا}⁣[المائدة: ٣٢].

  ومما قد يدرك وجه كبره وعظمه ما جاء في الحديث: «ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة».

  ومن ذلك: الصد عن سبيل الله، والوقوف في طريق الهدى والإيمان وذلك لما يترتب عليه من الحيلولة بين الناس وبين الهدى الذي هو سبيل السعادة.

  وفي الحديث: «لأن يهدي الله على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس» والعكس في العكس.

[الموازنة]

  سؤال: قد صح عن بعض أئمتنا $ القول بالموازنة بين الحسنات والسيئات مستدلين بقوله تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ٧ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ٨}⁣[الزلزلة]، وصح عن باقي أهل البيت $ القول بالإحباط، فتعارضت أقوالهم في هذه المسألة؛ فهل هذه المسألة من المسائل الأصولية التي الحق فيها مع واحد والمخالف مخطئ آثم؟ أم أنها من المسائل الظنية التي كل مجتهد فيها مصيب؟