من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الزيدية طائفة الحق وإن قل عددها]

صفحة 190 - الجزء 3

  ولا يلزم الطائفة المحقة أن تبلغ كل فرد فرد من المسلمين الحق وحججه وبراهينه، بل يكفي أن يعرف ذلك العلماء، وقد كان الرسول ÷ يعلم الناس معالم دينهم ثم يقول: «ألا فليبلغ الشاهد الغائب»، وقال تعالى: {فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ١٢٢}⁣[التوبة].

  - وقد استنكر الله تعالى على علماء بني إسرائيل حين كتموا الحق وسكتوا عن تبليغه الناس في آيات كثيرة من القرآن مما يدل على أن على علماء أمة محمد ÷ أن يبلغوا الناس ما يعلمون من الحق، وأن حجة الله تعالى لا تسقط على الناس بسكوت العلماء عن إذاعتها ونشرها.

  - من الغريب نفور أمة محمد ÷ عن أهل البيت $ وعن مذاهبهم، وتدينهم ببغضهم والتنفير عنهم وشدة العداوة لهم، و ... إلخ، وقد ظهر ذلك في أمة محمد ÷ منذ أن مات نبينا المصطفى ÷ وإلى اليوم.

  - والمعروف أن الأمة ترى الأحاديث الصحيحة في أهل البيت $، وتعلم صحتها عن نبيهم ÷، وتعترف بصحتها عن النبي ÷، ويدرسها العلماء والطلبة، ثم لا يصدهم علمهم بذلك عما هم عليه من الكراهة والعداوة لآل محمد ÷، بل إنهم مع ذلك يدينون بأن محبة آل محمد ذنب عظيم لا يغفر، ويدينون بأن عداوتهم والبغض لهم من تمام الإيمان ومن أركانه.

  - وتراهم يحافظون على الصلوات وأداء الزكاة، والصيام، والحج، و ... إلخ، ويظهر عليهم في تدينهم أنهم يرجون رحمة الله وشفاعة النبي ÷ ودخول الجنة، وأنهم سيحظون برضوان الله، ويعتقدون أنهم أهل الحق.

  - وما أدري كيف راج عندهم ذلك مع علمهم المستحكم بما جاء به نبيهم نبي الإسلام ÷ في دينه لأهل بيته ÷ من التقدم في الفضل، ووجوب ولايتهم ومحبتهم، وأنهم أهل الحق لا يفارقهم ولا يفارقونه إلى يوم القيامة، وأنهم ... وأنهم ... إلخ.