من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[بعض روايات في التوسل]

صفحة 210 - الجزء 3

  ولعل الحكمة في وقوع ما يوهم التناقض والمخالفة في الكتاب العزيز تتمثل في:

  ١ - الابتلاء والاختبار، ويلحق هذا القسم بالمتشابه، والحكمة فيه هي الحكمة في المتشابه.

  ٢ - جرِّ أسماع المشركين الذين أعرضوا عن سماع القرآن إلى استماعه من جديد، فإن وجود ما يوهم التناقض والمخالفة جرهم إلى استماعه والتأمل فيه رجاء أن يجدوا فيه مطعنًا، ولكنهم لما تحققوا وتأملوا ما ظنوه تناقضاً في أول الأمر وجدوه سليماً من التناقض.

[بعض روايات في التوسل]

  سؤال: ما قولكم فيما روي عن الأنبياء $ من التوسل بالخمسة الذين هم النبي ÷ وعلي وفاطمة والحسن والحسين، وذلك كما روي في تفسير: {فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ ..}⁣[البقرة ٣٧]، وكما روي عن إبراهيم وموسى صلى الله عليهما وغيرهما من الأنبياء $، وما رأيكم في قول الداعي المتوسل: يا علي أو يا حسيناه الغوث الغوث، أعوذ بك من كذا وكذا ومن الشيطان الرجيم؟

  الجواب والله الموفق: أن ما روي من توسل الأنبياء بالخمسة À صحيح جاءت به الروايات الكثيرة عن النبي ÷ ولا سيما توسل آدم فإن ابن تيمية على تشدده في هذا الباب قد اعترف بصحته في بعض كتبه سمعت هذا عن سيدي الحجة مجدالدين المؤيدي أيده الله تعالى.

  نعم، التوسل بحق الخمسة وبسائر الأئمة من أهل البيت وسائر عباد الله الصالحين مشروع، لا كما يقوله الجاهلون من أنه بدعة شركية تُدْخِل صاحبها في حكم المشركين، وقد أجاب علماء المسلمين على أهل هذه المقالة، وأوردوا ما جاء من التوسل عن النبي ÷.

  والتوسل المشروع أن يقول الداعي: اللهم إني أسألك بحق محمد وآله أو بحق غيرهم من عباد الله الصالحين أو بنحو ذلك، أما نحو قولهم: أسألك يا علي