من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

من يؤخذ عنه العلم

صفحة 214 - الجزء 3

من يؤخذ عنه العلم

  الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها أخذها، ولا حجر ولا حصر على طالب العلم أن يأخذ العلم من أينما وجده.

  غير أنه يجب عليه إذا رأى اختلاف الأمة أن يعلم أن الحق هو ما يقوله أهل البيت $ دون ما يقوله غيرهم، فطالب العلم إذا استصحب في طلبه هذا المبدأ فلا عليه أن يأخذ العلم من أي مكان.

  وهكذا كان علماء الزيدية في جميع أدوار التأريخ فقد كان لهم معرفة تامة بمذاهب أهل السنة وبمذاهب سائر فرق الشيعة، ولهم اطلاع واسع على أصولهم وفروعهم وأقوال علمائهم، ومن له معرفة بعلم الأئمة عرف ذلك واستيقنه.

  والإمام الهادي # حين ذم الذي يأخذ دينه عن غير آبائه إنما أراد به الذي يدين بغير دين آبائه ويترك دينهم.

  أما الذي يدين بدين آبائه $ ويقتدي بهم فلا يزيده الاطلاع على مذاهب غيرهم إلا بصيرة وهدى.

  هذا، والواجب على طالب العلم أولاً أن يتعلم معالم الإسلام عند علماء أهل البيت $ وعند علماء الزيدية، فإذا استحكمت معرفته في علومهم فلا عليه أن يتعرف على ما عند أهل المذاهب الأخرى.

متى يجب الرجوع إلى أهل البيت $

  يجب الرجوع إلى علم أهل البيت في المسائل التي اختلفت فيها الأمة دون ما لم يحصل فيه خلاف فلا يجب الرجوع إليهم، وذلك نحو: علم النحو وعلم الصرف وعلوم البلاغة وعلم المنطق وعلم تفسير مفردات اللغة وتفسير مفردات القرآن وإعرابه وبلاغته وفصاحته كتفسير الكشاف.

  أما تفسير المتشابه فيجب الرجوع فيه إلى تفسير الأئمة من أهل البيت $.

  وكذلك يجب الرجوع إلى مذاهبهم والأخذ بها في علم الكلام وأصول الفقه وعلم الفقه.