من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[الرد على مقال في إنكار التواتر]

صفحة 258 - الجزء 3

  فالذين يثبتون الصلوات الخمس بالتواتر لا يجوز الاعتماد على قولهم فليس لهم دليل إلا دعوى التواتر، ودعوى التواتر هي دعوى العاجز، فمن أعوزه الدليل ادعى التواتر .... ، واستطرد في هذا الموضوع وقرر أن الصلوات إنما هي اثنتان في اليوم والليلة صلاة في الصبح وصلاة في العشي.

  وأضاف أن صلاة الجمعة ليس لها يوم معين، وأنها تصلى في أي يوم يحصل فيه الاجتماع. هذا هو خلاصة الموضوع الذي قرأته في الفيس بوك.

  وعلى كل حال فليس المقصود معرفة القائل هنا، والقصد هو الرد على هذه المقالة من غير نظر لقائلها وكاتبها؛ فنقول:

  التواتر هو طريق من طرق المعارف الضرورية التي لا تقبل الشك والتشكيك، ومثل ذلك الكلام الذي ذكرنا مضمونه لا يروج إلا عند الجهلة الذين هم كالأنعام، والتشكيك في الضروريات لا يقبله إلا ذلك الصنف المنحط.

  ولنكتف من الجواب على هذا المقال بتوجيه عدد من الأسئلة فلعلها تنبهه من جهله وترده إلى صوابه فنقول:

  - هل تعلم أيها المشكك أنه كان في سالف الزمان رجل اسمه محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم؟ وأنه من قبيلة اسمها قريش؟ وأنه كان في مكة؟ وأنه ادعى أنه رسول الله ÷؟

  - لا بد أن تقول: نعم أعلم ذلك، إذاً فمن أي طريقٍ عرفت ذلك؟

  - هل حصل لك العلم عن طريق المشاهدة؟ أم حصل لك عن طريق غيرها؟ فما هي الطريق؟

  - من أين علمت أنه كان في التاريخ رجل اسمه علي بن أبي طالب، وله زوجة اسمها فاطمة بنت محمد ÷؟ وله ولدان منها اسمهما الحسن والحسين؟

  - وهل تعلم أن محمداً ÷ جاء بدين الإسلام وجاء بالقرآن؟ وأن القرآن اشتمل على سور كثيرة؟ وأن كل سورة من سوره تضمنت عدداً