[من حديث: ((اقرأوا على موتاكم يس))]
  وحديث: «من ذكرت عنده فلم يصل عليك ...» إلخ، لم يقل أحد فيما يظهر بظاهره، فيرد معناه إلى وجوب الصلاة على النبي ÷ في الصلاة، فيكون المصلي للصلوات الخمس قد صلى على النبي ÷ كلما ذكر ÷، والله أعلم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
  أما في غير الصلوات وفي غير خطبة الجمعة فتندب الصلاة على النبي وآله ÷ على الإطلاق سواء ذكر ÷ أم لم يذكر؛ لما جاء من الترغيب والحث عليها في السنة.
[من حديث: «اقرأوا على موتاكم يس»]
  جاء في الحديث: «اقرأوا على موتاكم يس»، وكأن المراد قراءتها على المستقبلين للموت، وهم المحتضرون على فراش الموت، وكأن السبب في ذلك والله أعلم هو ما اشتملت عليه سورة (يس) من:
  ١ - تنبيه المحتضر على الإيمان بالقرآن الحكيم، وبنبوة النبي محمد ÷، وبعظمة ما أعده الله من الكرامة بعد الموت لعباده الصالحين: {قَالَ يَالَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ ٢٦ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ ٢٧}.
  ٢ - تنبيه المحتضر على دلائل قدرة الله وعظمته.
  ٣ - تنبيه المحتضر على دلائل قدرة الله على البعث للحساب: {وَآيَةٌ لَهُمُ الْأَرْضُ الْمَيْتَةُ أَحْيَيْنَاهَا}[٣٣] {قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ ٧٨ قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ ٧٩ الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ ٨٠ أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ ...} إلى آخر السورة، {مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ ٥٢ إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ ٥٣}.
  ٤ - تنبيه المحتضر على ما أعده الله تعالى من الكرامة لعباده الصالحين: {إِنَّ أَصْحَابَ الْجَنَّةِ الْيَوْمَ فِي شُغُلٍ فَاكِهُونَ ٥٥ ...} الآيات.