[إلحاق الصيام بالحج في منع المباشرة للزوجة]
  قلت: قد يؤخذ من الحديث أنه يشرع تعظيم الأيام التي حدث فيها نعمة عظيمة، مثل يوم مولد الرسول الكريم ÷ ويوم مبعثه ونحو ذلك، وذلك أن الرسول الكريم ÷ أقر اليهود على تعظيمهم ليوم عاشوراء؛ لما وقع فيه من ظفر موسى # وبني إسرائيل على فرعون، بل إنه ÷ صامه لذلك وأمر المسلمين بصيامه.
  نعم، بعض أهل السنة يحاربون مثل ذلك ويقولون إنه بدعة ويشددون في استنكار ذلك.
[إلحاق الصيام بالحج في منع المباشرة للزوجة]
  في فتح الباري: وألزم ابن حزم أهل القياس أن يلحقوا الصيام بالحج في منع المباشرة، ومقدمات النكاح. اهـ
  قلت: لا يلزم ما ذكر؛ لأن من شروط صحة القياس أن لا يصادم نصاً، وهو هاهنا كذلك، فقد صح وثبت عن النبي ÷ أنه كان يقبل ويباشر وهو صائم.
  وبعد، فالعلة الباعثة على تحريم مقدمات النكاح في الحج غير معلومة، ولا يصح القياس إلا بعد معرفة العلة.
[النهي عن الوصال في الصوم]
  في البخاري: نهى رسول الله ÷ عن الوصال في الصوم، فقال رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: «وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني» فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوماً ثم يوماً ثم رأوا الهلال، فقال: «لو تأخر لزدتكم» كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا. اهـ
  قلت: يؤخذ منه أن الصحابة فهموا أن النهي ليس على التحريم وإنما هو للكراهة، أو أنهم فهموا أن ذلك صدر على سبيل الشفقة عليهم والرحمة بهم.
  وقد كان الصحابة كثيراً ما يتأبون عن امتثال ما كان كذلك، نحو خروجهم في يوم أحد عن المدينة، وقد كان رأي رسول الله ÷ في البقاء فيها.