من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حديث يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئا]

صفحة 397 - الجزء 3

  المحدثين من أهل السنة، والشيعة لا تدعي من الوصية أكثر مما تضمنه حديث الثقلين، وعلي بن أبي طالب هو رأس العترة وسيد أهل البيت.

  غير أن أهل السنة والجماعة حين نفوا الوصية لعلي # لم ينفوها إلا تمشياً مع الواقع الذي فرضه الخلفاء في الدولتين الأموية والعباسية ومن قبلهم، فتعصبوا لذلك الأمر الواقع المفروض، ولم يلتفتوا إلى غيره، ولم يعولوا على سواه، وعلى ذلك بني مذهب أهل السنة والجماعة.

  والدليل على ما ذكرنا أمور:

  ١ - أنهم في أصول حديثهم يعدِّلون النواصب الذين كانوا يبغضون أهل البيت ويلعنون علياً #، ويجرحون شيعة أهل البيت ومحبيهم، وينسبون إليهم شتى التهم. ذكر معنى ذلك ابن حجر في مقدمة فتح الباري شرح البخاري.

  ٢ - أنهم لا يلتفتون إلى النصوص الصحيحة التي تخالف مذهبهم التقليدي الموروث عن بني أمية، ومن أمثلة ذلك حديث: «لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق»، فقد رووا هذا الحديث وصححوه وهو في مسلم، غير أنهم خالفوا ذلك النص ففسَّقوا محب علي #، وعدَّلوا مبغضه.

  ٣ - حكموا لجميع الصحابة بالعدالة والإيمان والثقة و ... إلخ، والنصوص التي صححوها ورواها البخاري ومسلم وسائر المحدثين تكذبهم وترد عليهم فلم يلتفتوا إليها؛ من ذلك: «فأقول: أصحابي أصحابي، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك إنهم ارتدوا على أعقابهم القهقرى» أو كما قال.

[حديث يا بني عبد مناف لا أغني عنكم من الله شيئاً]

  في البخاري حديث: «.... يَا بَنِي عَبْدِ مَنَافٍ لاَ أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، يَا عَبَّاسُ بْنَ عَبْدِ المُطَّلِبِ لاَ أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا، وَيَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَلِينِي مَا شِئْتِ مِنْ مَالِي لاَ أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللَّهِ شَيْئًا». اهـ