من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

نبي الله يوسف #

صفحة 417 - الجزء 3

رؤيا رسول الله ÷

  سؤال: كيف تفسرون رؤيا رسول الله ÷ والحديث الذي روي في ذلك؟

  الجواب: أنه قد روي أن من رأى رسول الله ÷ في المنام فقد رآه حقاً، والمعنى في ذلك أن رؤياه ÷ في المنام رؤيا حق، وليس المعنى أن ما رؤي في المنام هو شخص النبي وعين ذاته، بدليل: أنه ÷ يرى في المنام على صور مختلفة، هي عبارة عن معان فإن رؤي النبي ÷ في صورة الفرح والسرور كان التأويل أن دينه في علو وزيادة ونصر ورفعة، وإن رؤي ÷ في صورة ضجر ونحوه كان التأويل على خلاف ما ذكر.

  وبعد، فلا ينبغي العمل بما يأمر به النبي ÷ في المنام إلا إذا وافق الأدلة المعتبرة، أما إذا خالفها فلا يعمل بها، وذلك لأن الأوامر في المنام قد يكون لها تأويلات على غير ظاهرها.

[الكلمات التي أتمهن إبراهيم]

  سؤال: ما هي الكلمات التي ابتلى الله تعالى بها إبراهيم فأتمهن في قوله تعالى: {وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا}⁣[البقرة: ١٢٤]؟

  الجواب والله الموفق: أن الكلمات التي أتمهن إبراهيم # هي التكاليف الشاقة مثل ابتلائه بذبح ولده إسماعيل، وبمثل ابتلائه برمي قومه إياه في النار، وبمثل ابتلائه بمحاججة قومه، وبغير ذلك من التكاليف العظيمة والشاقة، فأتم ذلك إبراهيم #، وفعل ما يريده الله تعالى ويرضاه.

  وقد قيل: إن ذلك خمس في الرأس، وخمس في سائر الجسد: حف الشارب، وإعفاء اللحية، والمضمضمة والاستنشاق، وقص الأظافر، وحلق العانة، ونتف الإبط، و ... إلخ.

  وعندي أن ذلك غير صحيح؛ لأن ما ذكروه ليس بشاق، ولا تعظم به البلوى، ويبعد أن يكون ذلك سبباً لاصطفائه للإمامة و ... إلخ.

نبي الله يوسف #

  علمه الله تعالى علم تعبير الرؤيا، وعلم الشرائع والأحكام، وعلم الاقتصاد.