[سد يأجوج ومأجوج]
  فإن قلت: قال تعالى: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ٩٦ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ ...} إلخ [الأنبياء]، مما يدل على أن خروجهم من علامات الساعة.
  قلنا: خروجهم من علامات الساعة، ووقت علامات الساعة هو من مبعث النبي ÷ إلى قيامها بدليل: «بعثت أنا والساعة كهاتين».
[سد يأجوج ومأجوج]
  سؤال: ورد في الأخبار والسير أن سد يأجوج ومأجوج موجود في الأرض وأنهم محجوزون خلفه لا ينفتح لهم إلا عند قرب قيام الساعة، ومع تطور المواصلات وتطور العلم الحديث في هذا العصر فإننا لم نسمع خبراً من أي دولة أنه موجود فيها.
  فهل هذا يدل على أنه غير موجود وأنه قد انتهى؟ أم أن الله قد أخفى أمره على بني آدم؟
  الجواب والله الموفق: أن من القريب أن الوعد بخراب السد قد مضى والدليل على عدم ظهور ما يمنع من المواصلة بين سكان الأرض، وقد سمعنا آخر أخبار موج الناس بعضهم في بعض، وعموم القتال والفتن في نصف الأرض الشمالي حيث سار ذو القرنين بجيوشه، وآخر ما سمعنا الحربين العالميتين الأولى والثانية حيث كانت القتلى من الروس وحدهم في الحرب الثانية عشرين مليوناً حسب ما ذكرته الإذاعة الروسية، وكانت ضحايا الحرب الثانية خمسين مليوناً حسب ما ذكره السيد سابق الهندي العالم المسلم.
  والآية لم تحدد موعد خرابه بقيام الساعة أو عند قيامها، وإنما ذكرت الوعد مطلقاً عن التحديد، وقوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ}[الكهف: ٩٩] بعد ذكره للسد ليس تقييداً لخراب السد، وإنما هو خبر من الله تعالى عن مصائر الخلق والموعد الحق الذي ينتظر الخلق.