[بحث الإنسان عن العزة والكرامة]
  لا يحب أن يكون أحد خيراً منه إلا ولده؛ لذا ترى الإنسان حريصاً على هذا الغرض وهذا المطلب.
  وقد أرشد الله تعالى عباده إلى الطريق الصحيح التي تؤدي إلى هذا الغرض وهذه الغاية فقال تعالى حاكياً لدعاء إبراهيم #: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ١٥}[الأحقاف]، وقال تعالى: {ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: ٣٤].
  نعم، صلاح الزوجة وعفتها وطهارتها سبب في صلاح أولادها، قال الله تعالى: {وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ ..}[الأنبياء: ٩٠]، وبناءً على ما قلنا فإن الطريق إلى صلاح الزوجة وصلاح الذرية هو صلاح الأب وتقواه وإيمانه.
[بحث الإنسان عن العزة والكرامة]
  الإنسان يحب العزة والكرامة طبعاً، ويكره ضدهما، وكل يسعى في تحقيق ذلك لنفسه، فالبعض يظن أن ذلك في جمع المال فيسعى بجد في تحصيله وجمعه، وآخرون يتصورون أن ذلك في الأمر والنهي فيُجِدُّون في الوصول إلى تلك المنزلة، ويبذلون كل غال ونفيس، وآخرون ... وآخرون ... إلخ.
  وقد أرشد الله تعالى إلى الطريق الموصلة إلى العزة والكرامة والسعادة التي ضل عنها الطالبون لها، وعموا عنها، فأخبر سبحانه وتعالى أن الكرامة في التقوى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}[الحجرات: ١٣]، وأن العزة في الإيمان: {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ}[المنافقون: ٨].
[الرفعة في طاعة الله تعالى]
  قال الله تعالى: {وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ٥}[القصص]، وقال تعالى: {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ١٠٥}[الأنبياء]، يؤخذ من