من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[العواقب الوخيمة التي تجنيها المرأة من التحرر من الدين]

صفحة 559 - الجزء 3

[العواقب الوخيمة التي تجنيها المرأة من التحرر من الدين]

  في الحقيقة والواقع أن المرأة التي استجابت لدعوة تحرير المرأة، وتخلت عن عفتها وصيانتها، وعرضت مكنون محاسنها ومصون زينتها عرضاً عاماً تحصل معه حتماً الفواحش الجنسية باستمرار وكثرة - أن المرأة التي تكون كذلك ستخسر حياتها نهائياً، وتخيب جميع آمالها السعيدة في مستقبلها القريب، والمتوقع هو:

  ١ - عن قريب سيعرض عنها أصدقاؤها الذين فرشت لهم مكنون عفتها، وتنازلت لهم عن أغلى نفيس تحمله، بل إنهم سيبصقون في وجهها إذا حاولت مواصلتهم؛ احتقاراً منهم لها، واستخفافاً بها، لا يرون لها قدراً ولا قيمة لها عندهم ولا وزن، بل يرونها جرثومة تنفر عنها طباعهم، وستصطدم بهذه المعاملة القبيحة؛ لأنها تتوقع منهم أن يشكروها على ما بذلت لهم من الغالي والنفيس، ولكن الأمر انعكس فإنهم لا يرون أن ما بذلت لهم من محاسنها وعفتها من المعروف الذي يجب مقابلته بالشكر، بل يرون بذلها لهم كل عفتها خسةً ودناءة لا تستحق عليه الشكر، وإنما تستحق الاحتقار والمهانة، هكذا سيكون حالها مع أصدقاء ما تحت ثيابها.

  ٢ - إذا تجاوزت هذه المرأة المتحررة فترة الصداقة والأصحاب، وأرادت أن تتزوج، ويكون لها زوج وأطفال، وتعيش معهم حياة هادئة مطمئنة، فإن كل من عرفها لا يرضاها شريكة لحياته، ولا يقبلها زوجة، لا أصدقاؤها ولا غيرهم، فكل واحد من الرجال يرى أنها قد فقدت الصلاحية تماماً.

  ٣ - وستكون قيمتها تحت الصفر، ولا يمكن أن ترفع من قيمتها المؤهلات العلمية الكبيرة، ولا وظيفتها المُدِّرَة ولا أي شيء آخر؛ بل إن أصدقاءها الذين طالت صداقتهم معها سيرفضون صداقتها، ويطلبون لهم صديقات جدد؛ لأن الباب ما دام مفتوحاً أمام الشهوات فإن النفس تميل بطبعها إلى كل جديد، وحينئذ تصبح المتحررة مفصولة اجتماعياً لا أصدقاء، ولا زوج ولا أطفال.