من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[حكم رفع القبور ووضع الألواح عليها]

صفحة 194 - الجزء 1

  جاء هذا السؤال من بعض طلبة وادي علاف.

  ونزيد في الفائدة فنقول:

  الدليل على وجوب المحافظة على حرمة قبر المسلم المؤمن أمور:

  ١ - استصحاب الحرمة الواجبة للمؤمن في حال الحياة، والأصل بقاء هذه الحرمة، ولا يوجد دليل على ارتفاعها بالموت.

  ٢ - قوله تعالى: {لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا ٢١}⁣[الكهف]، ففي ذلك من تعظيم المؤمن ومراعاة حرمته في حال موته ما لا يخفى.

  ٣ - المسلمون خلفاً عن سلف يراعون هذه الحرمة.

  ٤ - جاءت السنة بمراعاة هذه الحرمة.

  وبناءً على ذلك فيحرم أي فعل يتنافى مع حرمة الميت كوطء القبر بالأقدام واتخاذه طريقاً، ووضع الأحذية على القبر أو الأزبال والكناسات، أو الجلوس فوقه أو ما أشبه ذلك مما ينبئ عن الاحتقار والاستخفاف.

[حكم رفع القبور ووضع الألواح عليها]

  سؤال: ما هو رأيكم في رفع القبور بالبناء، ووضع الألواح الرخامية المكتوب فيها على قبر الميت، فقد سمعنا في ذلك كثير كلام؟

  الجواب والله الموفق: أنه لا مانع من رفع قبور العلماء والفضلاء بزيادة البناء؛ للفرق بينهم وبين غيرهم من المسلمين، وكذلك الكتابة على الحجار ووضعها فوق قبورهم؛ ليتعرف الأحياء على قبورهم، وليميزوها.

  ويمكن الاستدلال على ذلك بقوله تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ}⁣[المجادلة ١١].

  فينبغي للمسلم أن يراعي هذه الرفعة التي قضى بها رب العباد للعلماء، ولا شك أنها لا تنقطع رفعة العالم بموته.