من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

جواب الثالث:

صفحة 24 - الجزء 1

  البروز والشهرة وجلالة الذكر وبعد الصيت و ... إلخ، ثم بعد زمان أراد جماعة من كبار علماء أهل البيت $ أن يضعوا منهجاً متكاملاً محيطاً بجميع الأحكام الفقهية ليكون عمدة الزيدية في جميع البلدان على ممر الزمان، ورأوا أن مذهب القاسم # هو المعتمد عند أكثر الزيدية فجعلوه الأساس الذي بنوا عليه هذا المنهج، وأضافوا إليه أقوال أولاده كمحمد بن القاسم والهادي @ وأولاده، فجعلوا تلك الأقوال هي الأسس، ثم بنوا عليها وفرّعوا منها، وتم هذا العمل على يد أبي العباس الحسني، والمؤيد بالله، وأبي طالب، ثم ... وإلخ.

  وهكذا صنع أتباع الإمام الناصر الأطروش # فإنهم اعتمدوا أقواله وبنوا عليها وفرّعوا منها، وأخرجوا للناصرية منهجاً متكاملاً في جميع المجالات شاملاً لكل ما يحتاجون إليه، وما زالت الناصرية تعمل به وتسير على ضوئه حتى انقرضت الناصرية وذاب كيانها تماماً بعد سنة تسعمائة للهجرة، وما زال تراثها اليوم قائماً في المكاتب التراثية هنا في اليمن.

  أما مذهب القاسم والهادي الذي هو «المذهب» كما نسميه اليوم فلا زال ولا زال أتباعه وأنصاره إلى اليوم وإلى يوم القيامة؛ لذلك فلا حاجة إلى وضع منهج عام في هذا المجال لإغناء ذلك المنهج القديم.

  - لا يمكن الكشف التام للعوام الصرّف عن تفصيل الاجتهاد والتقليد وما يجوز فيه الاجتهاد وما لا يجوز، وأن كل مجتهد مصيب أو معذور، وبيان ما هي مسائل الاجتهاد، وأن الخلاف فيها سهل لا يسبب نقصاً في الدين؛ لقصورهم عن وعي ذلك وبُعد أفهامهم عن تناول ما هنالك، وإمكان ذلك مقصور على علية الطلبة الذين قطعوا مفاوز في طلب العلم.

  - للإمام الحق في أن يفرض ما يراه الحق في المسائل الاجتهادية على أهل دولته، إلا أن ذلك خاص بالقوانين العامة دون الأحكام الخاصة، فلا حق له في