[ضرب الإبر والمغذية وبخاخ الربو في رمضان]
  فإن قيل: من اليسر في ديننا الحنيف أن يفطر المريض، فإذا أطاق قضى، كما قال تعالى: {وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة ١٨٥].
  قلنا: مرض الربو مرض مستعصٍ قلّما يبرأ المصاب به، ولا يتمكن من القضاء؛ لملازمة المرض له، فالأحسن أن يصوم المصاب ويستعمل البخاخ، وقد قال تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ}[التغابن ١٦]، فهذه استطاعة المصاب بالربو، و {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}[البقرة ٢٨٦].
  فإن قيل: التكفير قائم مقام الصيام في حق الذي لا يرجى برؤه.
  قلنا: الصيام في حق صاحب الربو أولى به؛ لقدرته واستطاعته الامتناع عن الطعام والشراب والنكاح الذي هو حقيقة الصيام، وبصيامه تحصل له الفوائد والحِكَم التي شرع الله لها الصيام.
[ضرب الإبر والمغذية وبخاخ الربو في رمضان]
  سؤال: يكثر السؤال عن ضرب الإبر في نهار رمضان، وعن المغذية، وعن استعمال البخاخ لمرضى الربو؟
  الجواب: أن استعمال أي واحدٍ مما ذكر لا يفطر الصائم، ولكن لا ينبغي استعمال شيء من ذلك إلا عند الحاجة الصحية أو عند الضرورة، وقد سبق الجواب مني في ذلك أكثر من مرة مبسطاً.
فائدة في الصيام
  في المختار من رواية المرشد بالله عن النبي ÷: «فطرك لأخيك المسلم وإدخالك السرور عليه أعظم أجراً من صيامك».
  وفيه من رواية المرشد بالله أيضاً، عنه ÷: «ما على رجل إذا تكلف له أخوه المسلم طعامه فدعاه وهو صائم فأمره أن يفطر ما لم يكن صيامه في ذلك اليوم فريضة أو نذراً سماه، وما لم يمل النهار».