[حكم الحج عن ميت حجتين في عام واحد]
  أن ذلك سيستمر ولا يزول.
  فإن قيل: يمكن لصاحب هذا المرض أن يتعالج من أجل أن يحج.
  قلنا: أكثر العجائز أو كلهم تقريباً في بلادنا يعرفون معرفة تامة أن ذلك المرض يحصل من ركوب السيارة، وأن العلاج الوحيد للشفاء منه هو ترك الركوب، وعلى هذا فهم غير مكلفين بالتداوي؛ لعدم علمهم ومعرفتهم بإمكان التداوي من ذلك بالعقاقير الطبية.
  نعم، إذا كانت العجوز من أهل المعرفة بإمكان التداوي من ذلك كأهل المدن، وعرفت أن استعمال العلاج لا يضرها - فإنه يلزمها التداوي.
  أما أهل البوادي فلا يعرفون عن ذلك شيئاً، وإذا قيل لهم بإمكان العلاج من ذلك المرض فقد لا يصدقون، وكثير من عجائز البوادي لم يعرفن المستشفيات ولا أكلن حبة علاج طول حياتهن، وربما خفن من أكل الحبوب.
  وقد رأيت أنا بعض العجائز من قرابتي ترفض أكل العلاج الحبوب والشراب رفضاً تاماً، فما استعملت من ذلك شيئاً في طول حياتها، وهي مقتنعة بعدم الفائدة، بل بضرر العلاجات، ومثل هذا النوع لا يجب عليهم استعمال العلاج.
  هذا، وأرى في قولي ابني الإمام الهادي @ وقول أبي حنيفه سماحة ويسراً تتناسب مع سماحة الإسلام ويسره؛ فبناءً على ذلك فإذا حصل اليأس للمكلف ثم حجَّج، ثم بعد حين انكشف خلاف يأسه - فإنه يصح الحج، ولا يلزم الحج من جديد، وذلك:
  ١ - لحصول اليأس بالظن.
  ٢ - لوجوب المبادرة بالواجب بناءً على أنه قد كان وجب الحج من قبل، ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها.