حقيقة البيع
فائدة في العيب
  إذا علم البائع بعيب السلعة فاللازم عليه أن يخبر المشتري بعيبها، فإن لم يفعل فإنه يأثم، وكذلك يجب على الحاضرين إذا كانوا عالمين بعيب السلعة أن يخبروا المشتري بعيبها، فإن لم يخبروه فإنهم يأثمون.
  ومع ذلك فإن البيع يتم، غير أنه يكون للمشتري الخيار عند اطلاعه على العيب: فإن شاء رضي السلعة وإن شاء ردها لصاحبها، هكذا قال أهل المذهب كما في البيان وغيره(١).
  ويمكن الاستدلال لذلك بما جاء في الأثر الصحيح: «لا يكون المؤمن مؤمناً حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لها»، وبما ثبت من وجوب النصيحة لعامة المسلمين وخاصتهم.
[فوائد من المهذب حول البيع]
  في المهذب: ومن اشترى شيئاً ووفى الثمن ولم يقبضه ووكل غيره ببيعه أن توكيله ببيعه توكيل بقبضه في العرف، والمعاملة في البيع لا تحتاج إلى النيات. انتهى.
  وفي المهذب أيضاً: ومن اجتمع له مال بتجارة الربا فاشترى بذلك ضياعاً لم ينعقد البيع، وإن وقفه المشتري لم يصح الوقف. انتهى.
[العمل مع تاجر يبيع الدجاج المستورد]
  سؤال: رجل يشتغل مع تاجر، فهل يجوز لهذا العامل أن يبيع ويشتري في الدجاج المذبوحة في الخارج المستوردة من بلد النصارى مكتوب عليها: مذبوح على الطريقة الإسلامية؟
  الجواب والله الموفق: أن حلّ ذبائح أهل الكتاب مسألة خلافية بين العلماء، فأحلها بعضهم، وحرمها بعضهم.
  فإذا كان هذا العامل يبيع ويشتري مع رجل يرى حلها وأهل تلك البلاد يرون حلها فالبيع والشراء جائز، وثمنها حلال لمالك التجارة، فمعاونته على ما يحل له
(١) شرح الأزهار ٣/ ١٠٤.