من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[فائدة في تفسير حديث النبي ÷ «من استلقى على المأثور» ... إلخ]

صفحة 329 - الجزء 2

  بالزبد، وقد يختلف ذلك باختلاف الزمان والمكان والحر والبرد فإذا اشتدّ الغليان وقذف بالزبد فيحرم ولو كان ذلك لدون سبع.

  في التاج للمذهب: ولا يحدّ شارب أو آكل الحشيشة والأفيون ونحوهما من الأشجار؛ بل يعزّر فقط.

[متى يكون شراء القات محرماً]

  سؤال: أسعار القات قد تكون مرتفعة فهل يعد اشتراؤه إسرافاً وتبذيراً فيحرم شراؤه حينئذ لذلك؟

  الجواب والله الموفق: أن شراء القات لا يحرم لذلك، وقد يحرم شراؤه لسبب آخر غير الغلاء، وهو ما إذا كان شراؤه سبباً في تضييع العول وإهمالهم، وفي الحديث: «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول ...»، أما إذا قام الإنسان بما يلزمه لعوله فليس عليه من حرج في أن يتنعم بما أخرج الله لعباده من الطيبات كما قال سبحانه: {قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ...} الآية [الأعراف ٣٢].

[فائدة في تفسير حديث النبي ÷ «من استلقى على المأثور» ... إلخ]

  روى علي بن بلال عن أبي العباس الحسني ثم ساق السند إلى النبي ÷ قال: «من استلقى على المأثور، ولبس المشهور، وركب المنظور، وأكل الشهوات - لم يشم رائحة الجنة».

  قلت: المأثور هو: الفراش الوثير الناعم. ولبس المشهور معناه: لبس الثياب التي يستعظمها الناس حين يرونها (وكأنها ذات الألوان الزاهية).

  وركب المنظور معناه: ركب المركب الذي يرفع إليه الناس أبصارهم لعظمه وحسنه. وأكل الشهوات: معناه يأكل ما يلذ للنفس ويطيب.

  نعم، يمكن أن يكون المقصود الذي يفعل ذلك للترفع على الناس والتعظم؛ لأن من كان كذلك قلَّ أن يسلم من الكبر والترفع والإعجاب، ولذلك قال تعالى: {وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ}⁣[الشورى ٢٧].