من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

باب في الأوقات

صفحة 89 - الجزء 1

  كبير - فإن فضل ذلك لا يساوي ما نقص من ثواب الصلاة لأول وقتها؛ بدليل:

  ١ - الحديث: «خير أعمالكم الصلاة لأول وقتها»، أو كما قال.

  ٢ - الأثر: «ما تقرب المتقربون إلى الله بمثل أداء ما افترض عليهم».

  ٣ - ملازمة النبي ÷ طيلة عمره للصلاة في أول الوقت، وخير الهدي هدي محمد ÷، وشر الأمور محدثاتها.

  هذا، وإذا كانت الصلاة أفضل الأعمال، وهي أحد أركان الإسلام - فإن ذلك يتضمن أن ما شرع الله تعالى في الصلاة من أعمال وأذكار وأوصاف - أفضل مما شرع في غير الصلاة؛ وحينئذ فكل مسنونات الصلاة ومندوباتها أفضل من المندوبات والمسنونات الأخرى.

[حكم من يصلي المغرب عند غروب الشمس قبل ظهور كوكب ليلي]

  سؤال: قد نرى في بعض المساجد وفي بعض البلدان من يصلي صلاة المغرب عند غروب الشمس قبل ظهور كوكب ليلي، وقبل ظهور الظلام؛ لهذا فقد يتشكك البعض في الصلاة خلف هؤلاء في صلاة العشاء أو غيرها، ويقدحون في صحة صلاتهم، فما هو الصواب في مثل هذا؟

  الجواب والله الموفق: أن المسألة اجتهادية، فللهادي # وأهل المذهب قول معروف، وللإمام زيد بن علي وأحمد بن عيسى وعلي بن موسى والفقهاء والإمام يحيى بن حمزة قول آخر هو: أن أول اختيار المغرب سقوط قرص الشمس، ويعرف بتواريها الحجاب، حكي هذا عن هؤلاء الأئمة في شرح الأزهار⁣(⁣١).

  وقد تقرر عند أهل المذهب وغيرهم أن كل مجتهد مصيب، وحينئذ فمن قلد أهل المذهب فهو مصيب، ومن قلد زيد بن علي وأحمد بن عيسى وغيرهم فهو مصيب.

  وبناءً على هذا فلا يجوز القدح والجرح بمثل ذلك، ولا ينبغي اعتزال الصلاة خلف من كان كذلك، اللهم إلا في صلاة المغرب فلا تنبغي بعدهم، لا لخلل في


(١) شرح الأزهار ج ١ ص ٢٠٧.