من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب السير

صفحة 520 - الجزء 2

  وأرى أن ذلك الحكم صدر عن غفلة عظيمة، أو ضيق في المجال، أو نقص في الفكر والإدراك، أو مساهلة في الدين ومداهنة للمفسدين.

  وبعد، فإن شهرةَ القول بذلك عن أهل البيت $ التي بلغت حد الضرورة أو كادت مدعومةٌ بنصوص نبوية متواترة ومشهورة عند جميع طوائف المسلمين تدلّ على أن عترة النبي ÷ هم خلفاؤه والقائمون مقامه، والسادُّون للفراغ الذي ستجده الأمة بعد موته ÷، ولو لم يكن من ذلك إلا الحديث المشهور بـ (حديث الثقلين)، الذي روته طوائف المسلمين، وحكموا بصحته، وهو قوله ÷: «إني مخلف فيكم (تارك فيكم) ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض»، ثم بيانه ÷ لأهل بيته في حديث الكساء المشهور المعلوم الذي روته طوائف الأمة وأجمعت على صحته.

  وقوله ÷ في علي: «علي مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي»، «علي مع الحق والحق مع علي».

  وكم روت الأمة عن نبيها ÷ في أهل البيت عموماً، وفي علي والحسنين $ خصوصاً من خصائص الإمامة ودلائل الزعامة وفضائل الكرامة، كقوله ÷: «قدموهم ولا تقدموا عليهم»، «أنا حرب لمن حاربهم، سلم لمن سالمهم» ... إلى غير ذلك مما ملأ ذكره الأقطار، وضاقت به بسائط الأسفار، ومن أراد معرفة شيء من ذلك فعليه بـ (لوامع الأنوار) لشيخنا الحجة علامة العصر مجدالدين بن محمد بن منصور المؤيدي أيده الله تعالى ورفع ذكره في الدنيا والأخرى.

  أو فليلق نظرة على كتاب (الشافي)، فقد جاء فيه مؤلفه بالدواء الشافي، أو فليطالع في (الغدير) فهو بحر في هذا الباب غزير.

  هذا، وأما الخصم الألد الذي يلبِّس على نفسه فلا تغني عنه الدلائل والبصائر شيئاً، وقديماً لم يقتنع المشككون في نبوة محمد ÷ بما رأوا من