كتاب السير
  ومنها قولهم: بأن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # أفضل الصحابة على الإطلاق، وأنه الأولى بالخلافة والأحق بها، وأن الذين تقدموه في الخلافة قد تقدّموه بغير حق.
  هذا، ولأهل السنة مذاهب اشتهروا بها وعرفوا بها عند جميع المذاهب، منها: قولهم: إن الله سبحانه وتعالى سوف يرى يوم القيامة.
  وإن أفعال المكلف السيئة والحسنة قد حدثت ووجدت بمشيئة الله تعالى وإرادته، وإنه تعالى هو الذي خلقها من دون العبد.
  كما اشتهر قول الأشعري منهم: إن الله تعالى هو الذي خلق أفعال العبد، وللعبد منها كسب.
  وكذلك قولهم: إن الشفاعة في يوم القيامة لأهل الكبائر، وإن أهل الكبائر من موحدي هذه الأمة لا يخلدون في النار، بل سوف يخرجون منها، و ... إلخ.
  واشتهر عن السلفيين القول بتحريم القبب المبنية على قبور الأئمة والصالحين، وتحريم التبرّك بزيارتهم، وإلى آخر ما اشتهر عنهم حول القبور.
  وللمعتزلة مذاهب مشهورة عُرِفوا بها بين أهل المذاهب.
  وللإمامية أيضاً مذاهب مشهورة عرفوا بها بين أهل المذاهب.
  وللخوارج أيضاً مذاهب كذلك، منها: سوء رأيهم في عثمان وعلي #، وسوء رأيهم أيضاً في كل من تعقّبهما في الخلافة والولاية، ثم سوء رأيهم في المسلمين.
  ومنها: قولهم بصحة الإمامة في غير قريش وغير الهاشميين.
  فكل هذه المذاهب المشهورة التي تذهب إليها كل طائفة وتتميَّز بها وتعرف بها قد وصلت إلينا بالطرق التي وصل بها إلينا معرفة أعداد الركعات، ومقادير الزكاة، والعلم بأن القرآن لم يزد ولم ينقص، ولم يحرف ولم يبدل، وأنه من عند الله، وأن محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب هو رسول الله ÷، وأنه كان له أصحاب يقال لأحدهم: علي، وللآخر عمر، ولآخر أبو بكر، وسلمان وعمار وعثمان وابن مسعود وأبو ذر.