[حكم الابتداء بالسلام على الظلمة والفساق أو الرد عليهم]
[حكم الابتداء بالسلام على الظلمة والفساق أو الرد عليهم]
  سؤال: ما هو حكم الابتداء بالسلام على الظلمة والفساق؟ وما هو حكم الرد عليهم إن ابتدأوا بالسلام؟
  الجواب ومن الله التوفيق: أن «السلام عليكم» في المعنى دعاء للمسلَّم عليه بالرحمة العامة في الدنيا والآخرة.
  والدليل على أن المقصود الرحمة العامة في الدنيا والآخرة: قوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا}[مريم: ١٥]، «السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين».
  وقد قال العلماء: إنه لا يجوز الدعاء لأعداء الله تعالى بخير الآخرة، واستدلوا بما جاء في القرآن من النهي عن الاستغفار للمشركين، قال تعالى: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ...}[التوبة: ١١٣].
  - فبناءً على ما قدمنا لا يجوز للمؤمن أن يدعو لظالم ولا لفاسق بمغفرة ولا برحمة ولا بسلام، ولا بغير ذلك من خير الله تعالى وثوابه في الآخرة.
  - ينبغي أن تعرف –وإن كان الأمر كما ذكرنا– أن لفظ «السلام عليكم» في عصرنا لا يقصد به الدعاء للمسلَّم عليه، فالمبتدئ بالسلام لا يريده ولا ينويه ولا يقصده، والمسلم عليه والسامع لا يفهمان من ذلك اللفظ الدعاء، ولا يحصل إيهام ولا توهم بأن المسلم عليه من الصالحين.
  - لذلك أرجو أن لا حرج ولا محذور على المبتدئ بالسلام على المجرمين، ما دام الأمر كما ذكرنا.
  - وقد يتوضح لك ما ذكرنا أن الظالم أو الفاسق أو نحوهما إذا كان اسمه صالحاً أو نحوه من الأسماء الحميدة ينادى فيقال: يا صالح يا فائز يا مفلح يا زين العابدين يا ولي الله، يا محسن، يا مؤمن، يا زكي، يا تقي، ... الخ من غير تناكر بين