[حكم الابتداء بالسلام على الظلمة والفساق أو الرد عليهم]
  المسلمين، وبلا خلاف بينهم، وما ذلك إلا لأن المنادي لا يقصد المعنى ولا يريده، ولا يخطر المعنى ببال المنادى ولا السامع، ولا يحصل هناك إيهام أو توهم للمعنى اللغوي لتلك الأسماء.
  - فهذا وجهٌ لجواز الابتداء بالسلام على المجرم والفاسق، ولكن ذلك الجواز مشروط بشروط هي:
  ١ - أن لا يكون في السلام على الفاسق إيناس له على ما هو عليه من الفسق والظلم بحيث يشعر في نفسه بسبب السلام عليه أن ذنبه يسير وأن فسقه لم ينقص مكانته عند المؤمنين، وأنه لم يخرج عندهم بفسقه عن دائرة التكريم والتشريف، فيطمئن بسبب ذلك إلى فعل الفسوق، ويتساهل في ارتكاب المعاصي ويزداد بها ضراوة.
  ٢ - أن يخلو السلام على الفاسق من أي تعظيم فلا يجوز قصد الفاسق إلى بيته أو مجلسه أو مكانه بالسلام، ولا يصحبه ما يدل على التعظيم كالانحناء.
  ٣ - أن تدعو الحاجة إلى السلام على الفاسق، ومن أمثلة الحاجة:
  أ - السلامة من شره.
  ب - أن تدعو إليه المروة والحياء.
  ج - الخوف من التهمة بالكبر والاستخفاف بالناس.
  - نعم، قد تجوز زيارة الفاسق إلى بيته، وذلك لمكافأته بمثل فعله، أو لكونه رحماً، أو لكونه جاراً، أو لكونه محسناً إليك أو إلى بعض قرابتك، أو إلى صديقك، أو إلى العلماء، أو إلى المتعلمين، أو لكونه يدافع عن مؤمن أو نحو ذلك من صنائع الخير، فإنها تجوز زيارته إلى بيته والسلام عليه لذلك.
  - وهكذا تجوز زيارته لأجل استصلاحه، أو استصلاح من حوله، و ... إلخ.
  - إذا عرفت أن الابتداء بالسلام على الفاسق والظالم جائز على حسب ما ذكرنا عرفت أن رد السلام أجوز.