[إكرام الفاسق وكافر التأويل]
[إكرام الفاسق وكافر التأويل]
  سؤال: كثيراً ما تدعو الحال إلى إكرام الفاسق وكافر التأويل، والجلوس معه، وربما التمس الدعاء، وترك إكرامه أو ترك الجلوس معه أو ترك الدعاء له مما قد يتسبب في إلحاق الذم بتارك ذلك، ووصفه بقلة المروءة ودناءة الأخلاق؛ فكيف الحل في ذلك؟
  الجواب: أنه لا مانع من إكرام الفاسق أو كافر التأويل أو الجلوس معه.
  غير أنه ينبغي أن يكون ذلك على قدر ما تدعو إليه الحاجة أو تقضي به المروءة، والدعاء إذا كان بخير الدنيا فلا مانع منه أيضاً وذلك مثل الرزق والأمن والعافية والسلامة، وكذلك يجوز الدعاء لمن ذكر بالهداية.
  والخلاصة: أن كل ما يعطيه الله تعالى في الدنيا للكافر والفاسق يجوز الدعاء به له، أما الدعاء لهما بالمغفرة والثواب وبما فيه خير الآخرة فلا يجوز.
  نعم، لا يجوز الجلوس مع الفاسق في حال فسقه، ولا مع الكافر في حال خوضه في حديث الكفر.
  هذا، وما ذكرنا سابقاً من جواز الجلوس مع الفاسق وكافر التأويل عند الحاجة؛ فالمقصود مجالسة ومخالقة ظاهرة على حسب ما تدعو إليه الحاجة والمروءة وكرم الأخلاق، فلا ينبسط إليهم بقلبه، بل يشترط أن يكون قلبه عنهم نافراً ولهم كارهاً.
  فإن قيل: مقتضى كلامكم سابقاً أنه يجوز الدعاء للظالم والفاسق بطول العمر وقد جاء: «من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعصى الله» أو كما روي.
  قلنا: طول العمر مما يجوز أن يعطيه الله للفاسق والكافر والظالم ولغيرهم، بل قد فعل الله ذلك وما زال تعالى يفعله، وقد أخبرنا تعالى في كتابه أنه سيحتج عليهم بطول الأعمار حين قال تعالى: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا ...} الآية [فاطر: ٣٧]، وحينئذٍ فلا مانع من الدعاء بما جرت به سنة الله في عباده.