[حكم تلاوة القرآن دون تدبر]
[حكم تلاوة القرآن دون تدبر]
  سؤال: يقرأ قارئ القرآن في رمضان أو في غيره ونيته أن يتدبر في قراءته ويتفكر في آيات القرآن، ولكنه ينشغل فكره أثناء القراءة، ويضيع عليه التفكر والتدبر؛ فهل يؤجر القارئ على هذه القراءة الخالية عن التفكر والتدبر عن غير عمد؟
  الجواب: الذي يظهر لي أن مثل ذلك القارئ يؤجر على تلاوته للقرآن وذلك:
  - أن نية القارئ عند ابتداء التلاوة في التفكر والتدبر عمل صالح يؤجر عليه القارئ.
  - أن القارئ يقرأ القرآن تعظيماً للقرآن ولكلام ربه، فقراءته من هذه الناحية عبادة، ولو لم يتفكر ولم يتدبر.
  وقد ورد: «أن النظر في المصحف عبادة، والنظر في وجه الوالدين عبادة، والنظر إلى الكعبة المشرفة عبادة، والنظر إلى وجه العالم عبادة»، وما كان ذلك عبادة إلا لما فيه من التعظيم لما عظم الله.
  نعم، التدبر والتفكر عند التلاوة أفضل؛ لما في ذلك من الجمع بين العبادة والعلم؛ لأن المتدبر لآيات القرآن يستفيد علماً.
  - ولو ذهبنا نقول: إنه لا يؤجر على تلاوة القرآن إلا الذي يتدبر في تلاوته ويتفكر - لحرم أجر التلاوة العجم الذين يقرأون القرآن ولا يفهمون معناه، وما أكثرهم، وعوام المسلمين وما أكثرهم، ولما حسن أن يتعلم عامة الناس قراءة القرآن.
  والمعلوم على طول التاريخ في جميع بلاد المسلمين من العرب والعجم أن العامة من الناس يتعلمون قراءة القرآن ويعلمونها أولادهم، ولم ينبههم العلماء على خطئهم؛ فدل على أن قراءة القرآن من غير تفكر وتدبر عبادة مستقلة، وإلا لنبههم العلماء على أنه ليس بعبادة؛ لئلا يتعبوا أنفسهم وأولادهم فيما لا ثواب فيه.
[في ثواب من يقرأ القرآن بأجرة]
  ورد سؤال في الذي يقرأ القرآن بأجرة؛ هل يكون له أجر على قراءته للقرآن؟ أم أن الأجر كله للذي دفع الأجرة؟