من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

في العلم وطلب العلم

صفحة 27 - الجزء 3

  «النظر إلى وجه العالم خير من عبادة ستين سنة صيام نهارها وقيام ليلها».

  «تعلم حرف في العلم خير من عبادة مائة سنة، وتفكر ساعة خير من عبادة سنة».

  «صحبة العلماء زين ومجالستهم كرم، والنظر إليهم عبادة، والمشي معهم فخر، ومخالطتهم والأكل معهم شفاء للناس، تنزل عليهم ثلاثون رحمة، وعلى غيرهم رحمة واحدة».

  «ولهلاك قبيلتين من قبائل العرب خير لهذه الأمة من هلاك عالم واحد».

في العلم وطلب العلم

  أثر: «جميع الناس تسعى لرزقها ما عدا العالم، رزقه يسعى له»:

  - الواقع الذي نعيشه اليوم يصدق هذا الحديث، وهو مروي في كتب الإمامية.

  - وفيه الحث على طلب العلم.

  - والحكمة في ذلك أن طلب العلم يستغرق وقت الطالب له، ولا يبقى له من الوقت ما يمكنه فيه التكسب لطلب الرزق، مع ما يحتاجه طالب العلم من الزمان المتطاول مع الجد والاجتهاد ليلاً ونهاراً، فتولى الله تعالى رزق طالب العلم ووفره له من غير طلب ولا سبب، بل يأتيه عفواً.

  فإن قيل: إن الله تعالى يرزق عباده من طلب منهم الرزق ومن لم يطلبه، وحينئذٍ فطالب العلم من جملة عباد الله الذين يرزقهم الله من غير طلب، فما وجه تخصيص العالم في هذا الحديث بذلك؟

  فيقال له: جاء عن علي #: الرزق رزقان، رزق تطلبه ورزق يطلبك و ... إلخ، فالرزق الذي يطلبك هو الذي يعطيه الله تعالى عباده سواء طلبوا أم لم يطلبوه، ويستوي فيه العالم وغيره، والرزق الذي تطلبه هو الرزق الحاصل بفعل الأسباب كالتجارة والصناعة، والزراعة و ... إلخ.