من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[توفر كتب العلم والمعرفة في هذا الزمان]

صفحة 33 - الجزء 3

  تَعْلَمُ ..}⁣[النساء: ١١٣]، فالأنبياء والرسل هم أرفع البشر عند الله قدراً وأعلاهم منزلة، وأقرب إليه زلفى - لم يعرفوا شرائع الله وأحكامه إلا بواسطة تعليم الله لهم كما حكاه الله تعالى لنا في كتابه الكريم، وكذلك الملائكة المقربون لا يحصل لهم العلم إلا عن طريق التعلم، ومن هنا حكى الله تعالى لنا قول الملائكة: {سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ٣٢}⁣[البقرة]، فيتبين لنا بما ذكرنا أن دعوى من يدعي العلم اللدني لبعض الناس دعوى زائفة تكذبها الأدلة القرآنية.

  هذا، وقد بلغنا أن بعضهم يدعي ويقول: إن الإمام يعلم الغيب أو شيئاً من علم الغيب، وأن الإمام لا يكون إماماً حتى يكون كذلك، وهذه الدعوى كسابقتها دعوى زائفة تزيفها أدلة القرآن كقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ٣٤}⁣[لقمان]، وكقوله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ}⁣[آل عمران ١٧٩]، وكقوله تعالى حكاية عن النبي ÷: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ ... الآية}⁣[الأعراف ١٨٨]، وكقوله تعالى: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا ... الآية}⁣[الأنعام ٥٩]، وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا ٢٦ إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ ... الآية}⁣[الجن]، وقوله تعالى: {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ...}⁣[الحشر ٢٢]، وقوله تعالى: {عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ ٩}⁣[يوسف]، وقوله تعالى: {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ}⁣[النمل ٦٥].

  نعم، قد يزيد الله تعالى بعض عباده بزيادة في العقل، ويمده بالفهم، ويسدده للإصابة، فيستنبط بفهمه وعقله من القرآن أحكاماً شرعية قد لا يتهيأ لغيره من