من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

[توفر كتب العلم والمعرفة في هذا الزمان]

صفحة 32 - الجزء 3

[توفر كتب العلم والمعرفة في هذا الزمان]

  توفرت في هذا الزمان كتب العلم والمعرفة، وامتلأت الأسواق بالمكاتب الحافلة بكتب العلم بأثمان زهيدة، بل بإمكان طالب العلم أن يحمل في جواله ألف كتاب، أو أكثر، ولكن قلّ الدارسون للعلم، على العكس مما مضى فكانت الكتب قليلة ونادرة وغالية الثمن، وفي طلبة العلم كثرة في كل بلاد تقريباً، واليوم انعكس الأمر، فكثرت الكتب وتوفرت، وقل طلبة العلم، وفي الماضي كان للعلم والعلماء قيمة ووزن وثقل عند الخاصة والعامة، وقيمة الرجل في الماضي على قدر علمه، أما اليوم فليس للعلم والعلماء قيمة عند السلاطين ولا عند غيرهم، فالعلم اليوم لا يؤهل العالم لشغل أي وظيفة رسمية لا كبيرة ولا صغيرة، على العكس مما قد مضى.

[في العلم اللَّدُنِّي بواسطة الإلهام]

  سؤال: نسمع أن هناك من يخصه الله تعالى بالعلم يلهمه إلهاماً ويلقيه في قلبه إلقاءً من غير أن يتعلم، ويسمون هذا العلم بالعلم اللدني، وصاحبه بالعالم الرباني بينما يسمون العالم الذي يتعلم العلم بالدراسة بعالم كتب، فما هو رأيكم في هذا؟

  الجواب والله الموفق والمعين: أن الله سبحانه وتعالى خلق الإنسان عموماً حين خلقه وأخرجه من بطن أمه جاهلاً، ثم جعل له الآلة التي يحصل عن طريقها على العلم، ثم كلفه بتحصيل العلم، وهذه هي سنة الله في خلقه، وتماماً كما قال جل شأنه: {وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ... الآية}⁣[النحل ٧٨]، فتحصيل علم الشرائع إنما يكون بواسطة هذه الطرق، وسواء في ذلك الأنبياء وغيرهم، ومن هنا قال الله تعالى مخاطباً لنبينا محمد ÷: {وَوَجَدَكَ ضَالًّا فَهَدَى ٧}⁣[الضحى]، و {مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ ...}⁣[الشورى ٥٢] {وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ