من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

بيان الدليل على بطلان هذا التفسير:

صفحة 35 - الجزء 3

  الزيدية جميعاً، وها هي كتب تفسير أهل البيت $ وعلمائهم وشيعتهم موجودة، وتلك كتب حديثهم ومذاهبهم في الأصول والفروع، وكلها خالية من ذلك التفسير الغريب المستنكر، والذي نعرف عن هذا التفسير وما شاكله أنه من تفسير الباطنية، لا من تفسير الزيدية.

بيان الدليل على بطلان هذا التفسير:

  نقول: إن القرآن قد أنزله الله تعالى بلغة العرب كما قال تعالى: {قُرْآنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ}⁣[الزمر ٢٨]، وكما قال تعالى: {بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ١٩٥}⁣[الشعراء] ... إلى غير ذلك من الآيات المتكاثرة الدالة على أن القرآن قد نزل بلغة العرب وبلسانهم، فبناءً على ذلك فكل تفسير تفسر به آيات الكتاب الكريم على غير ما تقتضيه اللغة العربية، فإنه تفسير باطل، وتحريف لآيات الله وإلحاد فيها، وتقوُّل على الله بما لم يقل.

  فإن قيل: ما تنكرون فلعل الله سبحانه وتعالى قد خص بعض أوليائه بمعرفة تفسير القرآن وتأويله، فألهمه من ذلك ما لا يلهم غيره.

  قلنا: لا ننكر أن الله تعالى قد يخص بعض أوليائه بمزيد من الفهم، ويمده بأنوار العلم، ولا شك أن الرسول ÷ قد كان أزكى البشر عقلاً وأعلاهم فهماً، ومع هذا فلم يؤثر عنه شيء من التفسير الذي نسمعه عن الباطنية والمتبطنين، وقد قال سبحانه وتعالى لنبيه ÷: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}⁣[النحل ٤٤]، وفعلاً فقد بين الرسول ÷ للناس ما أنزله الله تعالى في كتابه، ولم يمت ÷ إلا وقد أكمل البيان إكمالاً.

  فإن قيل: فأين البيان الذي بين به الرسول ÷ ما نزل من القرآن؟

  قلنا: البيان قد جاء بالسنة قولاً وفعلاً فما صح وثبت عن النبي ÷ فإنه بيان وتفسير لما في كتاب الله تعالى، وقد كان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب # هو راية الهدى والمبين للناس ما اختلفوا فيه من بعد النبي ÷، ولم يتكلف