العالم الرباني
صفحة 39
- الجزء 3
  وفي الحقيقة والواقع أن علماء الكتب هم العلماء الربانيون حقاً، أما هو فليس من العلم في قليل ولا كثير، ولا نقير ولا قطمير، وإنما يفسر ما يفسر بالجهل والأوهام والوساوس يصورها لأوليائه بأنها علم لدني، ويعني بهذه العبارة أن ذلك التفسير ليس من تفاسير الكتب، ولا من تفاسير العلماء والمشائخ، وإنما هي تفاسير مستوحاة من لدن الحكيم العليم، ألهمه إياها إلهاماً، وخصه بها دون غيره.
  لهذا فإنك تراهم يتكتمون على ذلك إلا من خواصهم المغفلين، وذلك من أجل أن لا تظهر سوأتهم، وينكشف أمرهم، فإنهم لو أظهروا ذلك لتكاثرت عليهم التساؤلات التي لا يحيرون لها جواباً، ومن هنا تعرف بطلان مذهبهم، فإنهم لو عرفوا صحة مذهبهم لصرحوا به ونشروه وألَّفوا فيه الكتب من رضي رضي ومن كره كره.