من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب التوحيد

صفحة 43 - الجزء 3

[بيان ما كان النبي ÷ يكتفى به من الداخلين في الإسلام]

  - كان النبي ÷ يكتفي من الداخلين في الإسلام بالإيمان والتصديق بالله وبرسوله ÷، وبما أنزل الله على رسوله ÷، وبالإيمان بالملائكة وبالرسل، وبالكتب التي أنزلها على رسله، وباليوم الآخر، وما فيه من الحساب والجزاء، ثم السمع والطاعة لما جاءهم به الرسول ÷ عن الله من الأمر والنهي، والاستقامة على ذلك.

  ويكتفي من معرفتهم بالله أن يعترفوا ويصدقوا بأنه لا إله إلا هو ليس له شريك ولا مثيل، لم يتخذ صاحبة ولا ولداً، وأنه بكل شيء عليم وعلى كل شيء قدير، وأنه رب العالمين ومالكهم، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، وأنه الخلاق الرزاق، العزيز الغفار، الكريم الوهاب ... إلى آخر ما له جل وعلا من الأسماء الحسنى.

  وما كان ÷ يعلمهم الجبر والاختيار، والقضاء والقدر، والإرادة والمشيئة، ولا ما شابه ذلك من دقائق علم العقيدة، وغرائب علم التوحيد، ولا كان يسألهم عن ذلك، ولا يفاتحهم فيه.

[معرفة صدق الإيمان وكذبه]

  المعروف من سيرة النبي ÷ أنه كان يرضى من الرجل أن يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله ÷، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة؛ وبذلك يكون من المسلمين، له ما لهم وعليه ما عليهم، ولم يكن النبي ÷ بعد ذلك يفتش عن حقيقة إيمان الرجل وإسلامه.

  - وقد تولى الله تعالى اختبار المؤمنين بما حملهم من التكاليف الشاقة؛ فمن التزم القيام بها من المؤمنين فهو المؤمن حقاً، وبعدم القيام بها أو ببعضها ينكشف أمر الرجل للمسلمين، ويسمونه منافقاً؛ لأن من لوازم الإيمان العمل بأحكامه وشرائعه؛ فإذا لم يحصل العمل بالأحكام والشرائع عرف أن الإيمان مختل، وكان هذا في عهد النبي ÷.