من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب التوحيد

صفحة 48 - الجزء 3

  عليه النبي ÷ وعلي وأهل البيت $ وأبو ذر وعمار وأشباههما ممن امتحن الله قلوبهم للتقوى رضوان الله عليهم ورحمته وبركاته.

  وأفضل الأعمال بعد الإيمان الصلوات الخمس، بدليل ما في الأذان (حي على خير العمل) وحديث الصحاح: «اعلموا أن خير أعمالكم الصلاة»، ثم بعد ذلك الزكاة والصيام والحج، فهذه الثلاثة في الفضل بعد الصلوات الخمس من غير تحديد للأفضل منها.

  وإنما كان الأمر كما ذكرنا لأن الإيمان والصلاة والزكاة والحج والصيام هي أركان الإسلام لا يتم الإسلام إلا إذا قامت أركانه، ثم بعد ذلك الجهاد في سبيل الله.

[تفسير الإمام القاسم للإيمان]

  فسر الإمام القاسم بن إبراهيم # الإيمان بأنه: ترك كبائر العصيان، وكذلك محمد بن القاسم @.

  وهذا التفسير هو تفسير للإيمان بما يلزم عنه ويوجبه؛ فإن من آمن بالله تعالى وبما جاء به، وأيقن بذلك - لا يقدم على فعل معصية كبيرة، وإنما يقدم على كبائر العصيان من خلي قلبه عن الإيمان واليقين، ومن هنا قال تعالى وهو يصف بعض العصاة: {كَلَّا بَلْ لَا يَخَافُونَ الْآخِرَةَ ٥٣}⁣[المدثر]، وفي الحديث: «لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن ...».

  ومعنى الإيمان: تصديق القلب واللسان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والسمع والطاعة لله تعالى في الإتيان بما أمر به والاجتناب لما نهى عنه، وهكذا وصف الله تعالى إيمان الرسول والمؤمنين في آخر سورة البقرة.

  هذا، ويمكننا أن نقول: إن اسم الإيمان قد صار حقيقة شرعية لترك كبائر العصيان فيطلق حقيقة شرعية على من ترك كبائر العصيان، ويمكن الاستدلال على ذلك: