كتاب التوحيد
  ومثل هذا أن تقول لمن تؤلمه رجله ظاناً أن ألمها إنما حدث من شوكة فتقول: «الشوكة هي الحية» تريد أن الألم الذي حدث برجله لم يكن من شوكة، وإنما كان من حية، ولا نريد أن الشوكة اسمها حية، فكذلك ما جاء في الحديث.
[في ذكر المناجاة التي في صحيفة زين العابدين #]
  هذا، وأما ما في صحيفة الإمام زين العابدين: (ولا تحرمنا رؤيتك) فاعلم أن المناجاة الموجودة فيها ليست من صحيفة الإمام زين العابدين، والزيدية يروون دعاء الصحيفة وليس فيها تلك المناجاة التي في آخرها، أما بقية دعاء الصحيفة فالزيدية يروونه عن الإمام زين العابدين من دون زيادة ولا نقص.
[الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله]
  الإيمان بالله وبملائكته وكتبه ورسله و ... إلخ واطمئنان القلب به أفضل الأعمال وأجلها وأعظمها، وإنما كان كذلك لأنه الأساس الذي تبنى عليه الأعمال الصالحة.
  فإن قيل: كيف يكون كذلك وليس فيه تعب وكلفة ومشقة، وقد قالوا: إن الأجر على قدر المشقة؟
  قلنا: هو عمل قلبي لا يقر في القلوب ولا يبقى فيها إلا بعناء شديد ومجاهدة مستمرة؛ لأن الشكوك والشبه تأتي الإيمان وتزاحمه في القلب، وتحاول أن تقتلعه من القلب تماماً أو تضعفه، بالإضافة إلى الهوى ووساوس الشيطان، فلا يقر الإيمان في القلب ولا يدوم إلا بمجاهدة مستمرة وتعب ونصب ومعاناة في دحر الشكوك والشبه، ودحر الهوى والوساوس الشيطانية، ومع ذلك فلا تتم المجاهدة إلا بصبر عظيم لا يكل ولا يمل، فكان الإيمان لذلك أشق الأعمال وأشدها وأثقلها على المكلفين.
  ودليل ذلك: ما نشاهده ونحسه من كثرة الملتزمين بأداء فرائض الصلاة والزكاة والحج والصيام، وقلة الملتزمين بالإيمان الذي أراده الله تعالى وهو ما كان