كتاب التوحيد
  وقد قال بعض الشعراء:
  فيا عجباً كيف يعصى الإله ... أم كيف يجحده الجاحد
  وفي كل شيء له آية ... تدل على أنه الواحد
  وقال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ٥٣}[فصلت].
  ٤ - أن الله تعالى قد حذر عباده وأنذرهم لما في الجهل به والكفر به من العقاب والعذاب، وبما يستحقه الجاهل بالله في الدنيا من الوبال والنكال.
  ٥ - فطر العقول عند عموم البشر تقضي بالعقاب على المتمرد عن طاعة السلطان المصلح في البلاد، القائم بمصالح العباد، وأن عقابه يكون على قدر تمرده وعصيانه.
  وأن أعظم عصيان للسلطان المصلح أن يستخف العاصي بسلطانه المصلح ويستهزئ بدولته ولا يعترف بها ولا يقر، ويدعي أن السلطان لغيره والولاية لسواه، ولا يسمع ولا يطيع لشيء من أوامره ونواهيه، بل يخالفه ويعصيه، ويسعى بكل جهوده في إبطال سلطانه، وإفساد العباد ومصالح البلاد، فإن قوانين البشر في قديم الدهر وحديثه تعاقب مثل هذا الذي ذكرنا بأعظم العقاب، إما بالقتل، وإما بالسجن المؤبد، هكذا تقرر في العقول البشرية.
  - وأقول: إنه لولا الهوى والميل مع شهوات النفس ورغباتها لأبصر أهل المذاهب الباطلة رشدهم، وتركوا باطلهم ومالوا إلى الحق وساروا في الطريق المستقيم، ولكن أهواء النفس وشهواتها هي التي أبعدت الناس عن الحق الواضح، وسلكت بهم في أودية الضلال، وأدخلتهم في المهالك.
[أسماء الله وصفاته التي يجب معرفتها]
  سؤال: ما هي أسماء الله تعالى وصفاته التي يجب على المكلف معرفتها والعلم بها؟
  الجواب والله الموفق: أن الواجب من ذلك ما تتم به معرفة الله تعالى حق معرفته وذلك: