كتاب التوحيد
  والعلي الأعلى، والمتكبر، والقدوس، والسلام، المتعالي: يعود إلى معنى الواحد الأحد.
  والجبار والبارئ المعبود والمهيمن: يعود في المعنى إلى الخالق القادر، وكذلك الباعث الوارث.
  والمؤمن: يعود في المعنى إلى رحمن رحيم.
  والقوي العزيز وشديد المحال: يعود أيضاً إلى معنى قادر.
  والعظيم: يعود في المعنى إلى أنه تعالى لا حد لقدرته، ولا نهاية لعلمه، ولا حد لسعة رحمته ومغفرته وملكه وأوليته وآخريته.
[صفة الذات]
  سؤال: يذكر العلماء والمتكلمون صفة الذات فيقولون: عالم لذاته وقادر لذاته ... إلخ، ويعسر على أكثر المكلفين معرفة هذا؛ فهل لهم رخصة في الجهل بذلك؟
  الجواب والله الموفق والمعين: أن الواجب من معرفة صفات الله تعالى أن يعلم المكلف أن الله على كل شيء قدير فلا يعجزه مقدور، وأنه بكل شيء عليم لا تخفى عليه خافية، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور، أحاط بكل شيء علماً، وأحصى كل شيء عدداً، وأنه حي موجود، لا أول لحياته ولا وجوده، ولا آخر لذلك، فهو حي لا يموت، وأنه الأول والآخر.
  فإذا عرف من ذلك ما ذكرنا، واعتقد ذلك واطمأن إليه - فقد عرف ما وجب عليه من معرفة تلك الصفات، وهذه المعرفة التي ذكرنا قد تضمنت معنى ما يذكره المتكلمون من أنه قادر لذاته، وذلك أن معنى ما ذكرنا ومعنى ما ذكروا واحد.
  فالقادر لذاته معناه: أنه لا يعجزه مقدور، بل هو على كل شيء قدير، وأنه لا اختصاص لذاته بمقدور دون مقدور، وهذا هو عين ما ذكرنا، وكذلك القول في الباقي.
  وتضمن أيضاً الفرق بين قدرة الله سبحانه وتعالى وبين قدرة الإنسان؛ فقدرة الإنسان محدودة بحدود لا تتجاوزها، ومتعلقة بمقدور واحد لا تتعداه، وقدرة