كتاب التوحيد
  في نعم متواصلة وخيرات واسعة لم يسلبهم الله تلك النعم، بل لا يزال سبحانه وتعالى يمدهم بالمزيد من النعم والخيرات ويواصل لهم بالإحسان.
  وقد رأينا في القرآن الكريم صفتي حليم وغفور تذكر بعد مثل ما ذكرنا كقوله تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ٤٤}[الإسراء]، وحينئذ فالصفتان صفتا فعل، ولا يترتب على الخلاف ثمرة.
[مالك ورب صفتا ذات أو صفتا فعل]
  سؤال: اختلف علماء الكلام في (مالك ورب) هل هما صفتا ذات أو صفتا فعل، وكل استند إلى دليل، فما الراجح من القولين مع الدليل على ذلك؟
  الجواب: الذي يظهر أنهما صفتا فعل كما قال شارح الأساس ولفظه: لأنهما ثبتتا لله سبحانه باعتبار فعل، وهو: خلقه وإحداثه للمملوك والمربوب، وملكه جل وعلا له. انتهى.
  هذا، واعلم أن كلا القولين صحيحان بالنظر إلى المعنى الذي أراده كل واحد منهما، ولا يضر الاختلاف في مثل هذه المسألة، ولا طريق لنا إلى القطع فيها؛ إذ الأدلة التي أوردوها في هذا الباب ظنية.
[معنى: الله شيء لا كالأشياء]
  سؤال: معنى قولكم: الله شيء لا كالأشياء، إذا كان الله شيئاً لا كالأشياء فلا بد له من مكان أولاً، وهل هذا الشيء لا يكون جسماً ولا عرضاً فما هو؟
  الجواب: الله شيء غير أنه لا يحتاج إلى مكان؛ لأنه ليس كسائر الأشياء التي تحتاج إلى المكان. وبعد، فلا يسأل عن الله «بما هو» ولا «أين هو» ولا «في أي مكان هو» ولا يعرف تعالى إلا بأفعاله «ليس كمثله شيء».
  ولفظة «شيء» يصح إطلاقها على:
  ١ - الأجسام والأعراض يقال لكل منها شيء.
  ٢ - الأمر المستحيل يقال له شيء، فمثلاً تقول: وجود الإنسان وعدمه في