كتاب العدل
  ونحوهم، وغير ذلك من الأرزاق التي تأتي عفواً، وقد روي عن أمير المؤمنين أنه قال: (الرزق رزقان: رزق تطلبه، ورزق يطلبك) فالذي تطلبه هو الأول، والذي يطلبك هو ما ذكرناه ثانياً.
[تفسير ضمان الله للرزق مع إيجاب التكسب أحياناً]
  من المعلوم أيضاً أن الله قد ضمن الرزق لعباده، ووجدنا الشارع قد أوجب التكسب في بعض الحالات نحو أن يكون للإنسان أبوان عاجزان معسران؛ فهل يوجد تناف بين ضمان الله للرزق وبين التكسب؟
  الجواب: أنه لا تنافي بين ذلك، ولذا قال تعالى: {وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ}[البقرة: ١٨٧]، {وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}[الجمعة: ١٠]، فالزارع يلقي البذر في التراب وينتظر رزق الله و ... و ... إلخ، وذلك ابتغاء لما عند الله من الرزق، والعامل كذلك والتاجر كذلك.
  هذا، وليكن على بال الإنسان الطالب للرزق أن الرزق من فضل الله ونعمته، وأنه الذي هدى إلى طريق طلبه وأرشده إلى سببه، وأن الصحة والعافية وقوة الأيدي والأقدام من فضل الله عليه، فعلى هذا فإن الرزق من فضل الله فلا على الإنسان إلا أن يثق بضمان الله تعالى، وليس معنى الضمان أن تترك السير في الطلب، وأن تعطل آلات الكسب التي جعلها الله تعالى لك أيها الإنسان.
[تقسيم الله للرزق بين عباده]
  سؤال: حول حديث: «من عبادي من لا يصلحه إلا الفقر ولو أغنيته ..» إلخ - قد نرى من يطغى بسبب الغنى، ومن يطغى بسبب الصحة و ... و ... إلخ، وعلى هذا فقد يحتج الطاغي فيقول: يا رب لو أفقرتني لم أبغ ولم أطغ، ويقول الفقير: لو ... إلخ؟
  الجواب: أن الله سبحانه وتعالى لرحمته بعباده قد يسر لهم أسباب طاعته، ومن ذلك ما يبتلي به عباده من الغنى والفقر والصحة و ... إلخ، فكل ذلك قد جعله الله تعالى لمصالح عظيمة ولحكم بالغة.