من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب العدل

صفحة 103 - الجزء 3

  وقال سبحانه وتعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ}⁣[الفرقان: ٣١].

  - قد تكون البلوى والفتنة من الله تعالى، وذلك مثل تكليف الله تعالى الملائكة بالسجود لآدم، ومثل التكليف بالقتال، والتكليف بالتكاليف الثقيلة التي لا يقوم بها إلا المخلصون.

  - وقد تكون الفتنة بسبب دعاة الضلال، وبما يزينونه من الشبهة لترويج فتنتهم وتزيينها للناس.

[معنى النصر من الله تعالى]

  سؤال: قال تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧}⁣[محمد]، فهل الآية عامة في كل من نصر الله تعالى لا بد أن يُنصر؟ وما تفسيرها مع مثل الحسين # وأنصاره، وزيد وأنصاره؟ وغيرهما كثير ينتصر أعداؤهم عليهم؛ فما هو المقصود؟

  الجواب: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ٧} عام في المخاطبين وفي غيرهم، ويدل على ذلك قوله تعالى: {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ ..}⁣[الحج: ٤٠]، ويأتي نصر الله تعالى على صور كثيرة:

  ١ - منها الظهور والغلبة على العدو.

  ٢ - ومنها ما حكاه الله تعالى في قوله تعالى: {فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ ..} الآية [التوبة: ٤٠]، فسمى الله تعالى سلامة النبي ÷ من أسر المشركين له، أو قتلهم إياه باختفائه في الغار وهروبه من مكة نصراً مع أن الغلبة والسلطان للمشركين.

  ٣ - ومنها ما حكاه الله تعالى في قوله تعالى: {وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ٤٠}⁣[الحج]، فسمى الله تعالى اشتغال الظالمين بقتال بعضهم لبعض نصراً لأوليائه.