كتاب النبوة
كتاب النبوة
رسل الله وأنبياؤه À
  هم أكمل البشر في الشمائل والفضائل فقد تجاوزوا الرقم القياسي في هذا المضمار، فبلغوا الدرجة القصوى، والمنزلة العليا من الكمال البشري.
  فلا تعرف فضيلة بشرية إلا وقد بلغوا فيها الغاية والنهاية À وسلامه ورحمته وبركاته.
  ولم تكن فضائل كل نبي خافية على قومه، ومع ظهور الفضل الكامل لكل نبي ورسول، وظهور منزلته بين قومه فإن كلاً منهم يقابل بالتكذيب والاستهزاء والسخرية من قومه.
  ومن أعجب العجب ما يلاقيه رسل الله À من إجماع أقوامهم تقريباً على الكفر بهم ورد دعوتهم مع معرفتهم بما عليه رسلهم من صفات الكمال والشرف والأمانة والصدق، بالإضافة إلى ما يؤيدهم ربهم تعالى به من البراهين المعجزة الدالة على صدقهم فيما ادعوه من النبوة والرسالة.
  وبذلك يعلم أقوامهم أنهم رسل مرسلون من ربهم إليهم، فلا يقبلون الدعوة ولا يصدقون بها، بل يقابلونها بالتكذيب والسخرية والرد، ثم الحرب ضدها، بل لا تزيدهم إلا طغياناً وكفراً.
  لذلك يستغرب هذا الموقف، ويقف العقل عنده متحيراً، كيف لا يقبلون دعوة ربهم العظيم الذي وسعهم برحمته وأسبغ عليهم نعمه، وأحاط علمه وقدرته بكل شيء، مع ما هم فيه من الحاجة إلى ربهم: {يَاحَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ٣٠}[يس].
  يكاد الكفر أن يطبق الكرة الأرضية اليوم، ولم يكتف الكفر وأهله اليوم بما هم عليه من التمرد على الله والفسوق والعصيان والظلم والعدوان والفساد والعناد على وجه الكرة الأرضية، لم يكتفوا بذلك؛ بل شمروا عن سواعد الجد لنسف ما بقي من الحق والإسلام على وجه الأرض.