من ثمار العلم والحكمة فتاوى وفوائد،

محمد بن عبد الله عوض المؤيدي (معاصر)

كتاب النبوة

صفحة 106 - الجزء 3

  فأعلن الكفر والكافرون ودول العرب ودول الإسلام الحرب ضد المسلمين وإسلامهم على ما هم فيه من الضعف والفقر وفقدان آلات الدفاع.

كلام الله

  قال الله تعالى: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا ١٦٤}⁣[النساء]: لا خلاف بين المسلمين أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وأن الله تعالى يوصف بأنه متكلم.

  ولو وقف علماء المسلمين عند هذا الحد لكان خيراً لهم وأسلم، ولكنهم دخلوا في خلافات شديدة ونزاعات حادة حتى كفَّر بعضهم بعضاً، وتبرأ بعضهم من بعض، وفتحت بينهم عداوات شديدة، وتعصب كل طرف منهم لرأيه و ... إلخ.

  وجعلوا هذه المسألة من أهم مسائل الدين، ومن أكبر مسائل أصول الدين، وصدروا هذه المسألة فيما صدروا في كتب العقيدة، وأكثروا هنالك المسائل والأحكام، وفرّعوا على ذلك فروعاً أصولية، وجعلوا ذلك من أهم عقائد الإسلام وأكبر أسسه.

  - وفي الحقيقة والواقع أنهم تجاوزوا الحدود، ودخلوا في مَهَامِهَ مطموسة الأعلام ومظلمة الأرجاء، بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.

  - وقد رضي الله تعالى من نبيه ÷ ومن المؤمنين بدون ما ذكروا في هذه المسألة، فقال سبحانه: {قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ ...} الآية [البقرة: ١٣٦]، وقال سبحانه: {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ ...} الآية [البقرة: ٢٨٥]، ووصف الله تعالى القرآن المجيد بصفات تتلى فيما يتلى من كلام الله ووحيه، ولم يذكر الله تعالى فيما ذكر شيئاً مما يذكره متكلمو أهل السنة ويشددون فيه، من ذلك قوله تعالى: {وَإِنَّهُ لَكِتَابٌ عَزِيزٌ ٤١ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ