كتاب المنزلة بين المنزلتين
  وجاء في السنة الكثير كقوله ÷: «فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب»، وحديث: «العلماء ورثة الأنبياء»، وغير ذلك كثير.
  ومما يدل على شرف العلم: ما ذكره الله تعالى من اتباع موسى ~ وهو من أولي العزم للخضر # اتباع الخادم للمخدوم.
  فإن قيل: الولد بَعْضٌ من أبيه، ولا شك في فضل بعض النبي ÷ على غيره.
  قلنا: لا شك في ذلك، غير أن هذه البعضية يخالف حكمها حكم البعضية الحقيقية، بدليل أن في الذرية المؤمن والفاسق والظالم، أما البعضية الحقيقية فالعصمة ثابتة لها.
  ٤ - قوله تعالى: {وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى ٣٩}[النجم]، لا يتنافى مع قوله تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}[الطور: ٢١]، وذلك أن الجزاء الذي يستحقه المكلف استحقاقاً إنما هو بالعمل، ولا مانع أن يعطيه الله تعالى ما يستحقه بعمله، ثم يعطيه ما لا يستحقه تفضلاً منه ورحمة.
[هل يقطع بكفر أو فسق من قال بالخروج من النار]
  سؤال: قال بعض علماء أهل البيت: إنه لا يقطع بكفر أو فسق من قال بالخروج من النار مع العلم أن القول بخروج أهل الكبائر من النار رد لقوله تعالى: {وَمَا هُمْ عَنْهَا بِغَائِبِينَ ١٦}[الانفطار]، وقوله تعالى: {لَيْسَ بِأَمَانِيِّكُمْ وَلَا أَمَانِيِّ أَهْلِ الْكِتَابِ} ... إلخ الآيتين [النساء: ١٢٣]، ونحوهما؛ فلماذا لم يقطع بفسقهم أو كفرهم؟
  الجواب والله الموفق: أن الخطأ في بعض المسائل الأصولية والقطعية لا يخل بالإيمان، وسأوضح لك قاعدة تتبين من خلالها المسائل وتتميز بعضها من بعض فنقول:
  الخطأ الذي لا يستلزم الجهل بالله تعالى، ولا نسبة القبيح إليه فلا يكفر صاحبه،